المنتدى الصحي

الإنتصار للعلم والأخلاق .. الإمارات بأهلها

بقلم : د.بسام درويش

مستشار في الإعلام الصحي

بلسم لتعزيز الصحة

فيروس عَبَر الحدود دون جواز سفر ، رسم خريطة طريقه ، واستغل الثغرات والخلافات ثم اخترقها ، خلّف هذياناً عند بعض السياسيين لعدم قدرتهم على احتوائه أو التصدي له ، فباتت الشفاه شاحبة والوجوه بائسة والعيون دامعة ، ليس بسبب الأرقام بل الحقائق خلف هذه الأرقام. وفي الوقت الذي تلقي فيه أمريكا اللوم على منظمة الصحة العالمية وتتهم الصين  بهدف إضعاف منافسها الجيوسياسي، قدّمت دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً في إدارة الأزمة أخلاقياً وعلمياً . 

شرارة كورونا لم تشعل ناراً في الإمارات بل ولّدت نوراً ، أضاءت به الطريق لمن ضلّ المسير . زعماء وسياسيون وتجار مشغولين في البحث عن مصدر الفيروس وكيفية الاستفادة من هذا الوباء ، وحكماء عرفوا كيف يقودون المعركة بتيقّظ وحكمة متبصّرة .

في الإمارات فجأة توقف كل شيء ، ما ولّد فراغاً ، كان بالإمكان أن يَكُبر خلال وقت قصير  بملئه بمعلومات مضللة ، وتنتشر بذلك الشائعات بسرعة أكبر من سرعة انتشار الفيروس ، ما بين صور مروّعة لمدينة ووهان الصينية المغلقة وغيرها من المدن والدول ، وبالمقابل كانت الصور هنا لفرقِ عَمل تعمل ليل نهار من أجل إعادة الحياة بشكل أفضل للجميع .

تدّفق المعلومات والكلمات المطمئنة من أعلى الهرم في الدولة ، لم تٌساهم في منع الاشاعات فحسب ، بل مكّنت أفراد المجتمع من بناء الوعي الظرفي بين المستجيبين الأوائل الذين يستحقون كل التقدير ، وساهم في تعزيز الوعي المجتمعي من خلال فهم أفضل للأزمة.

لم نتوقف في منتصف الطريق  منتظرين الفيروس أن يقوم بجولته ، بل كنّا سبّاقين في صٌنُع تجربة مميزة خلال فترة قصيرة . رغم أن كل شيء أٌغلق إلا القلوب التي عزّزت الدور الوطني لكل فرد في إدارة الأزمة ،لم تتوقف العقول عن التفكير ، عين على الدولة وعين أخرى على دول مجاورة أو بعيدة أو أفراد يحتاجون المساعدة في وقت كانت قد أغلقت الدول الأخرى كل شيء حتى مشاعرها تجاه أبنائها خارج أراضيها. 

القيادة والتحكم بالأزمة تمّ من خلال إدراك ” أهل الإمارات ” للمسؤولية المشتركة ، ومن خلال الولاء لهذه الأرض الطيبة التي يعبر خيرها الحدود في كل الظروف.

همسة

الصحة الجيدة والرعاية الصحية هما مفتاح ازدهار المجتمع.  

نبضة

لا شك أن ما حدث خلال الأشهر الماضية يعتبر قضية “أمن صحي ووطني” ، وهذا يتطلب منّا طرح أسئلة قد تكون قاسية بهدف مواجهة المصاعب .وعلينا التركيز على الصحة  كاستثمار ، وليس على المرض كعبء ، من أجل تحسين جودة الحياة.

مقالات شائعة

Exit mobile version