المنتدى الصحي

الاستيقاظ الباكر يمنحك الحيوية كل صباح

 د.بسام درويش

يعاني العديد من الأشخاص كل صباح من صعوبة الاستيقاظ والمترافق بالوهن وعدم الرغبة بمغادرة السرير وممارسة أي عمل، ولأن هذه المشكلة تعتبر مشكلة يومية ترتبط بشكل أساسي بالحياة اليومية والفوضى والمشاكل التي يبدو أنها لا تنتهي. وما لا شك فيه ان مقاومة رغبة البقاء بالسرير تزول حينما يشعر المرء أن الوقت قد داهمه، حيث ينتفض من سريره مرغما بشكل هستيري تاركا أحلامه الوردية خلفه.

القشدة أم الحليب

 يقول رسول حمزاتوف في مذكراته «داغستان بلدي»: إن من يستيقظ باكرا كمن ينتزع القشدة من وجه النهار. ويلخص حمزاتوف بكلماته هذه البسيطة أمرا مهما جدا إذ ان للاستيقاظ المبكر فوائد عديدة لا يدركها إلا من يصحو صباحا مع صياح الديك وزقزقة العصافير وتغريد الطيور التي تبعث في النفس الشعور بالحيوية والانتعاش مع بزوغ أشعة الشمس التي تنشر أشعتها لداخل الأماكن المغلقة وتتغلغل بذلك إلى ثنايا الجسم.

 خطوات بسيطة

يقول الدكتور ديفيد سيمون المدير الطبي لمركز كوبرا للصحة الجيدة في لاجولا بكاليف: قد يصاب المرء بهذه الحالة لأسباب عديدة منها على سبيل المثال أن الإنسان قد يكون عمله قاسيا وصعبا ولهذا فانه يفتقد لعنصر الراحة الضروري لصحة الجسم الجسدية والنفسية، ولتحقيق التوازن المطلوب لصحة وسلامة الجسم يتطلب الالتزام بالعادات الصحية التي ينبغي تبنيها كسلوك يومي، ومن أهم الإرشادات التي تمنح المرء الشعور بالحيوية والسعادة كل صباح نذكر:

ـ أعد التفكير بالنوم، إذ للأسف ان الكثير من الأشخاص يعتقدون أن النوم هو وقت ضائع، ولهذا نرى ان غالبيتهم يقاوم حتى الشعور بالنعاس والميل الى النوم والبعض الآخر قد يمضي الليل ساهرا حتى ساعات الصباح الأولى، وبالطبع مثل هذه الاعتقادات خاطئة تماما لان جسم الإنسان بحاجة إلى عدد كاف من ساعات النوم المريح والصحي، وبهذا الصدد يقول البروفيسور سكوت كامبيل ان قلة النوم تفقدك الكثير من فوائده، فالجسم يحتاج إلى ساعات نوم تتراوح بين 7-9 ساعات وتختلف مدة الساعات من شخص إلى آخر.

 ـ من المهم جدا أن يأوي الإنسان باكرا ما أمكن إلى فراشه، لان هذا الأمر ان تم فانه ولا شك سيساعد على الاستيقاظ المبكر والتمتع بروعة إشراقة شمس الصباح والتفكير مليا بالبرنامج اليومي وإنجازه دون أي تأخير، وبالإضافة إلى ذلك فان من فوائد الاستيقاظ المبكر التنظيم وأداء المهام اليومية المعتادة وغيرها من المهام التي تتوافق والساعة البيولوجية للجسم.

 وتابع البروفيسور كامبيل قوله ان الوقت المناسب للنوم ليلا بين الساعة 10- 12 ليلا، والاستيقاظ يمكن أن يتم بين الساعة 6-8 صباحا. وبالطبع الوقت الذي يختاره الإنسان يجب أن يسري مفعوله أيضا على نهاية الأسبوع وأيام العطل والإجازات أيضا.

 ـ عندما يحين موعد النوم الذي اختاره الشخص يجب أن يهيئ الجو المناسب للنوم في هذا الوقت دون تأخير، وهذا يتطلب أخذ حمام دافئ ويفضل استخدام الزيوت العطرية في الحمام، مع الحرص على أن تكون درجة الحرارة في غرفة النوم مناسبة، ويمكن الاستماع الى الموسيقى الهادئة التي تبعث في النفس السكينة وفي الذهن الصفاء. وينصح أيضا بتناول شاي الأعشاب كالنعناع الأخضر أو اليانسون أو الحليب ويمكن تناول الموز أو حتى البصل اذ أن هذه الأطعمة تساعد على النوم الهادئ.

ـ يفضل عدم مشاهدة التلفزيون قبل النوم ويمكن اللجوء الى بعض الوسائل الأخرى المساعدة، كالموسيقى كما أشرنا او قراءة الكتب وغيرها، ومن المهم جدا أن تكون غرفة النوم هادئة بعيدة عن الضجيج والنور يجب ان يكون خافتا، ويفضل أيضا أن تكون نافذة الغرفة مفتوحة قليلا.

 ـ عند الاستلقاء في السرير يجب أن يتعلم الشخص كيفية التحكم بجسمه، كأن لا يدع لتفكيره بالذهاب بعيدا أو سيطرة الأفكار السلبية وألا تطفو المشاكل اليومية على السطح حينما يحين موعد النوم لأن مثل هذه الأمور أن تمت فان النوم لن يجد سبيلا إلى الانسان الا بصعوبة.

 ـ قبل النوم ينصح الخبراء بضرورة التنفس بعمق وتحقيق الاسترخاء التام لأعضاء الجسم مع ضرورة اتخاذ الوضعية المريحة في النوم، واذا ما راقب الإنسان نفسه عند الاستلقاء في السرير فانه سيجد أنه مشدود الأعصاب وان العضلات شبه متشنجة، فعلى سبيل المثال لا داعي لوضع القدم فوق الأخرى.

 ـ في الصباح وبعد أن يحصل الجسم على كفايته من النوم المريح فانه سيستيقظ والسعادة تشع من عينيه والحيوية تملأ كيانه، وبالطبع لا ينصح بمغادرة الفراش بسرعة البرق وكأن حشرة ما قد لسعته، إذ يفضل ان يتم ذلك بخطوات متتالية، فبعد عدة دقائق من الاستيقاظ الهادئ يمكن مغادرة السرير وغسل الوجه جيدا ومن ثم يفضل تناول كوب من الماء، وممارسة بعض التمارين الرياضية أو الحركات البسيطة ومن ثم لابد بالطبع من تناول وجبة الإفطار التي تعد من أهم الوجبات الغذائية التي تمد الجسم بثلث احتياجاته الأساسية من الطاقة التي يتطلبها الجسم يوميا، ومن جراء ذلك فان المرء يمكنه القيام بمهامه اليومية دون أن ينتابه أي شعور بالضعف أو حتى انعدام الرغبة بالعمل.

صحة جسدية ونفسية

 بشكل عام يمكن القول ان من يتبع ما سبق من خطوات قابلة للتطبيق فانه ولا شك سيتمتع بالصحة والعافية مع اشراقة شمس الصباح التي تجلو النفس من الهموم والجسم من المشاكل الصحية.

مقالات شائعة

Exit mobile version