أعراض وأمراض

التحديات النفسية والاجتماعية المرتبطة بالسرطان (الجزء الثاني): الضعف الجنسي وجودة الحياة

ترجمة وتحرير: د. بسام درويش


يُعد العجز الجنسي من أكثر أسباب الضيق شيوعًا بين مرضى السرطان، حيث يؤثر سلبًا على نوعية الحياة، وفي بعض الحالات، يمثل الجانب الأكثر تحديًا لمرضى السرطان.

قد يواجه مرضى السرطان والناجون منه مشكلات جنسية بغض النظر عن نوع السرطان أو العلاج المتلقّى. أظهرت دراسة حديثة أن ثلث مرضى السرطان من المراهقين والشباب غير راضين عن حياتهم الجنسية، ويشعرون بقلة الحميمية، ولديهم احتياجات لرعاية داعمة في هذا الجانب. كما أظهرت دراسة شاملة أخرى، باستخدام الأساليب النوعية والكمية، أن الرغبة الجنسية والرضا الجنسي والمشاركة في الأنشطة الجنسية قد انخفضت لدى كل من الرجال والنساء بعد الإصابة بالسرطان.

اليوم، يعزو أطباء الأورام المشاكل الجنسية إلى عوامل جسدية، مثل المرض وعلاجه، بالإضافة إلى عوامل نفسية واجتماعية أخرى، مثل التأثيرات الشخصية والدينية والثقافية. على سبيل المثال، أفادت دراسة برازيلية أجريت على مريضات سرطان الثدي أنه في الثقافات التقليدية التي ترتبط فيها صورة الأنثى بالشباب والجاذبية، وجدت بعض المريضات أنفسهن جميلات ولكن غير جذابات جنسيًا.

لسوء الحظ، فإن العديد من مرضى السرطان والناجين منه غير مستعدين للتغيرات المحتملة في الرغبة الجنسية ولا يتلقون المعلومات والدعم اللازمين. أشارت دراسة استقصائية شملت 2657 مريضًا وناجيًا من السرطان في هولندا إلى أن 65٪ من المستجيبين كانوا بحاجة إلى معلومات حول الجنس. يجب على الممارسين السريريين أن يدركوا أن دعم القضايا الجنسية يحتاج إلى معالجة، حتى عندما لا يكون لدى المرضى أنواع من السرطان مرتبطة بالإنجاب (مثل سرطان الثدي أو أمراض النساء أو الأعضاء التناسلية الذكرية).

الحفاظ على العلاقات الاجتماعية
بالنسبة للمرضى الشباب غير المتزوجين، كان للسرطان تأثير في تأخير بدء العلاقات والدخول في أي علاقة عاطفية. علاوة على ذلك، كان معدل زواج هؤلاء المرضى أقل من معدل زواج أشقائهم وعامة السكان. أما بالنسبة للمرضى المتزوجين، فقد أظهرت الدراسات نتائج مختلطة حول كيفية تأثير السرطان على العلاقات الحميمة. وفقًا لسوينسن وآخرين، أعرب عدد من الأزواج المصابين بالسرطان عن حبهم لبعضهم البعض بعد التشخيص أكثر من الأزواج الأصحاء. ومع ذلك، لم تختلف مشاكل الزواج بين المجموعتين، ووجد أن الأزواج المصابين بالسرطان أقل التزامًا ببعضهم البعض بعد التشخيص. تشير دراسات أخرى إلى أن السرطان قد يسبب الضغوط الزوجية ويقلل من جودة العلاقة. وفي دراسة استقصائية ذات صلة، اشتكى 13.1٪ من المشاركين من مواجهة صعوبات في حياتهم الزوجية والجنسية.

تتأثر العلاقات العائلية، وخاصة تلك بين المرضى ومقدمي الرعاية لهم، بشكل كبير بالظروف الجسدية والنفسية للمرضى. وجدت دراسة تناولت الأنماط العائلية لمرضى السرطان، بما في ذلك مقدمي الرعاية، أن أداء الأسرة بأكملها يتغير بسبب المرض. أظهرت معظم العائلات المصابة بالسرطان مستوى منخفضًا من التعبير العاطفي، تليها الأنماط الداعمة والمنفصلة. في البعد العام للتنشئة الاجتماعية، عندما يواجه مرضى السرطان والناجون منه تحديات مثل البطالة والعزلة الاجتماعية وإعادة التأهيل، قد يواجهون مشكلات ذات صلة، مثل القيود الاجتماعية (التجنب والنقد) والشعور بالوحدة المرتبط بالسرطان (الإحساس بالعزلة الاجتماعية بسبب المرض).

المصدر:

https://gpsych.bmj.com/content/35/5/e100871

مقالات شائعة

Exit mobile version