النوبة القلبية التي لم تسمع عنها من قبل

نوبات “MINOCA” لماذا تزداد بين النساء ؟

ترجمة وتحرير : د.بسام درويش

الناجية من النوبة القلبية ريتا كونراد.

كانت ريتا كونراد تودع الأصدقاء في موقف للسيارات في مطعم مكسيكي عندما بدأت تشعر بالإرهاق وعدم الارتياح. كانت الساعة 10:30 ليلة الخميس ، وعندما وصلت إلى المنزل ، بدأت تشعر بعدم الراحة في ظهرها وكتفيها وصدرها.

تتذكر قائلة: “لم يكن الألم كطعنة حادة”. “لقد كان أكثر من ضغط غير مريح.”

ثم ازداد الضغط سوءا . أراد زوجها اصطحابها إلى غرفة الطوارئ. أصرت على أنه تعب ، وتناولت الأسبرين ، واستلقيت. توقفت أعراضها في النهاية ، ونامت.

على الرغم من أن كونراد ، 51 عاما في ذلك الوقت وبصحة جيدة ، لم تكن تعرف ذلك في ذلك الوقت ، إلا أنها كانت تعاني من نوع غير عادي من النوبات القلبية يسمى MINOCA الذي يحير الأطباء ويؤثر على النساء أكثر من الرجال.

نوبة قلبية رغم أن الشرايين مفتوحة

MINOCA هو احتشاء عضلة القلب مع الشرايين التاجية غير الانسدادية. إنه نوع من النوبات القلبية دون أي انسداد  في الشرايين التاجية الرئيسية. هناك حالة ذات صلة ، تسمى INOCA (نقص التروية مع الشرايين التاجية غير المسدودة) ، لها العديد من الأعراض نفسها ولكن بدون نوبة قلبية فعلية.

عند تشخيص النوبة القلبية، يبحث الأطباء عادة عن انسدادات في الشرايين التاجية الرئيسية. إذا تم العثور على أي منها ، فإنهم يستخدمون طرقا مختلفة (مثل جراحة المجازة أو رأب الأوعية أو الدعامات) لاستعادة تدفق الدم. ثم يصفون الأدوية والتغييرات الغذائية والتمارين الرياضية وتغييرات نمط الحياة الأخرى لمنع تكوين المزيد من البلاك الشرياني والجلطات.

كونراد ، تعيش في يوكايبا ، كاليفورنيا ، كانت لديها بالفعل أسلوب حياة صحي. كانت نباتية مع ضغط دم طبيعي وكوليسترول ، وليس لديها تاريخ عائلي لأمراض القلب. في الواقع ، كانت تركض لمسافة 5 كيلومترات في عطلة نهاية الأسبوع قبل أن تبدأ أعراضها.

في صباح اليوم التالي ، أخبرها طبيب الرعاية الأولية أنها ربما أصيبت بنوبة قلبية ويجب أن تصل إلى غرفة الطوارئ. أكد اختبار الدم الذي أظهر مستويات مرتفعة من بروتين يسمى التروبونين ذلك لاحقا. تم إدخالها إلى المستشفى وأعطيت صورة وعائية (تصوير داخل الأوعية الدموية – في هذه الحالة ، في القلب).

لم يكن هناك أي علامة على وجود لوحة في شرايينها التاجية الرئيسية.

تقول: “لن أنسى ذلك أبدا”. “قال أحد التقنيين في الغرفة ،” شرايينك واضحة تماما. ومازحها بالقول يمكنك ان تحتفلي ببعض البطاطس المقلية”.

تقول كونراد إنه قبل خروجها من المستشفى ، لم يتم إعطاؤها أي تفسير للنوبة القلبية ، ولا وصفة طبية للأدوية ، ولا حتى الإحالة إلى طبيب القلب. “كنت أنا وزوجي نقود سيارتنا إلى المنزل ، وكنا نقول ،” حسنا ، ماذا الآن؟ “

قد تمثل MINOCA ما يصل إلى 25٪ إلى 30٪ من جميع النوبات القلبية لدى النساء (وأقل من 10٪ لدى الرجال) ، وفقا ل C. Noel Bairey Merz ، دكتوراه في الطب ، مدير مركز Barbra Streisand لقلب المرأة في مركز Cedars-Sinai الطبي في لوس أنجلوس. أعراض مينوكا هي نفس أعراض النوبة القلبية الكلاسيكية التي تحدث في شخص مصاب بمرض الشريان التاجي. ولكن نظرا لعدم وجود انسداد في الشرايين التاجية الرئيسية ، غالبا ما يغادر المرضى المستشفى غير متأكدين من سبب نوبة MINOCA القلبية وكيفية الوقاية منها.

خلال السنوات الثلاث التالية ، تقدر كونراد أن لديها 20 حلقة أخرى. لم يكن أي منها شديدا مثل الأول ، وعلى حد علمها ، لم يكن أي منها نوبات قلبية. زارت غرفة الطوارئ ثلاث مرات أخرى ، ولكن بعد إرسالها إلى المنزل كما كان من قبل ، توقفت عن الذهاب.

استشار كونراد طبيب القلب ، الذي اشتبه في حدوث تشنجات في جدار الشريان التاجي ووصف النتروجليسرين لألم صدرها (الذبحة الصدرية). في نهاية المطاف تركت وظيفتها كمديرة مالية للحكومة المحلية لأنها كانت قلقة من أن التوتر قد يساهم في حالتها. تقول: “فكرت ،” حسنا ، هذا شيء يجب أن أتعايش معه”.

البحث عن سبب

كما هو الحال مع كونراد ، يمكن أن تؤثر MINOCA أو INOCA بشكل خطير على حياة الشخص.

ضع في اعتبارك نتائج استطلاع نشر في يناير 2023 ، استنادا إلى 297 شخصا في مجموعة دعم المرضى الدولية INOCA:

1. 34٪ عاشوا مع أعراض ألم في الصدر أو ضغط أو عدم الراحة لأكثر من 3 سنوات قبل تشخيص INOCA.
2. تم إخبار 78٪ خطأ في مرحلة ما أن أعراضهم لم تكن مرتبطة بقلبهم.
3. 75٪ خفضوا ساعات عملهم أو توقفوا عن العمل تماما بسبب حالتهم.
4. وقال حوالي 70٪ إن صحتهم العقلية وتوقعات حياتهم قد انخفضت.
5. قال أكثر من النصف (54٪) إن أعراضهم أثرت سلبا على علاقتهم بشريكهم أو زوجهم.

ماذا يحدث في القلب

قام طبيب القلب هارموني رينولدز ، دكتوراه في الطب ، من جامعة نيويورك لانجون هيلث وزملاؤه مؤخرا بدراسة الأوعية الدموية ل 301 امرأة أصبن بنوبات قلبية. في دراستهم ، التي نشرت في عام 2021 ، اتخذوا نهجا مختلفا. بدلا من استخدام تصوير الأوعية النموذجي للبحث عن اللويحات الشريانية ، استخدموا أشكالا مختلفة من التصوير بدقة أعلى. هذا سمح لهم بالنظر إلى ما وراء الشرايين التاجية الرئيسية والبحث عن المشاكل في مكان آخر. مع 85 ٪ من مرضى مينوكا في الدراسة ، كانوا قادرين على عزو النوبات القلبية للنساء إلى لويحات صغيرة وجلطات في هذه الأوعية الدموية الأصغر.

“نظام الشرايين الخاص بك يشبه إلى حد كبير شجرة” ، يقول رينولدز. “لها جذوع كبيرة وفروع أصغر وأصغر. إذا تشكلت جلطة في الجذع ، فيمكن حملها إلى فرع أصغر. إذا كانت الجلطة كبيرة بما يكفي ، فيمكنها ضرب الفرع بأكمله وقتل جزء صغير من عضلة القلب. هذا ما نعتقد أنه يحدث في بعض مرضى مينوكا”.

غالبا ما يقال لمرضى النوبات القلبية الذين يعانون من الشرايين المفتوحة ، “لم يكن لديك نوبة قلبية” ، يلاحظ رينولدز. “تظهر دراستنا أن هذا ليس صحيحا في معظم الأوقات.” يمكن أن يكون التشخيص الخاطئ مهددا للحياة. في 4 سنوات بعد أن يكون لدى شخص ما حدث MINOCA ، لديهم فرصة بنسبة 13٪ للوفاة لأي سبب وفرصة 7٪ للإصابة بنوبة قلبية أخرى ، وفقا لرينولدز.

لماذا ترتفع حالات مينوكا؟

ما نسميه الآن مينوكا تم وصفه لأول مرة منذ عقود. كتب طبيبان من نيويورك في أرشيف الطب الباطني في عام 1939 تقارير عن تشريح جثث مرضى النوبات القلبية الذين يعانون من الحد الأدنى من مرض الشريان التاجي أو انعدامه. هناك سببان رئيسيان وراء مناقشته أكثر الآن.

أولا ، التقنيات الجديدة مثل اختبارات التروبونين عالية الحساسية أفضل بكثير في اكتشاف النوبات القلبية الصغيرة. لكن أنظمة التصوير المتوفرة في معظم المستشفيات لم تلحق بالركب. يمكن أن يترك ذلك الأطباء في حيرة من أمرهم بشأن مستويات التروبونين المرتفعة التي تشير إلى نوبة قلبية وتصوير الأوعية الدموية التي تظهر شرايين تاجية واضحة.

ثانيا، تغيرت الصور النمطية القديمة حول من يصاب بأمراض القلب. نحن نعلم الآن أنه السبب الرئيسي لوفاة الرجال والنساء. منذ وقت ليس ببعيد ، كانت النوبات القلبية تعتبر بشكل غير صحيح شيئا ذكريا ، وغالبا ما يتم رفض النساء اللائي يسعين للحصول على رعاية طبية لأعراض مماثلة. قيل لهم إنها أعصاب وراحة موصوفة. يعمل الأطباء وجماعات المناصرة على تصحيح هذه المفاهيم الخاطئة. ومع حصول المزيد من النساء على الرسالة ، يأتي المزيد إلى غرف الطوارئ عند ظهور علامة على نوبة قلبية محتملة ، كما ينصح خبراء الصحة.

“عندما تأتي امرأة إلى غرفة الطوارئ اليوم تشكو من ألم في الصدر ، فمن المرجح أن تحصل على مخطط كهربية القلب واختبار تروبونين الدم أكثر من 20 عاما” ، كما يقول بيري ميرز من Cedar-Sinai.

الباحثون ليسوا متأكدين من سبب شيوع MINOCA و INOCA لدى النساء أكثر من الرجال. يشك رينولدز وبايري ميرز في أنه قد يكون بسبب الهرمونات أو العلاج الهرموني أو الحقيقة البسيطة المتمثلة في أن النساء أصغر جسديا ، في المتوسط ، من الرجال. عادة ما تكون قلوب النساء وأوعيتهن الدموية أصغر حجما ، لذا فإن انسداد الشرايين والجلطات التي قد لا تظهر في التصوير التقليدي يمكن أن تسبب المزيد من الضرر.

ولكن ليس كل مينوكا وإنوكا ناتجا عن تراكم اللويحات وتمزق شرايين القلب الصغيرة.

كل شخص لديه بعض اللويحات. عندما يكون موجودا في الشرايين الصغيرة ، فإنه يشغل مساحة أكبر من المساحة المتاحة. هناك أسباب محتملة أخرى. على سبيل المثال ، يمكن أن يتمزق الجزء الداخلي من جدار الشريان ويسبب انسدادا يشبه النوبة القلبية الكلاسيكية. يعرف هذا باسم تشريح الشريان التاجي التلقائي ، أو SCAD.

في أحيان أخرى ، يمكن أن تتشنج الأوعية الدموية ، مما يقطع تدفق الدم الطبيعي وينتج عنه أعراض تشبه النوبة القلبية. ومع ذلك ، تشمل الأسباب المحتملة الأخرى التهاب عضلة القلب (التهاب عضلة القلب) واعتلال عضلة القلب الإجهادي (رد فعل على زيادة الأدرينالين). يشجع رينولدز وبايري ميرز الأطباء على التفكير في كل هذه الاحتمالات عندما يصاب مريض من أي جنس مصاب بشرايين مفتوحة بنوبة قلبية أو ألم مزمن في الصدر.

كيف تحمي نفسك

بعد سنوات من عدم قدرتها على تشخيص حالتها ، كانت ريتا كونراد تشاهد مقابلة إخبارية تلفزيونية مع بورفي بارواني ، دكتوراه في الطب ، مديرة عيادة صحة قلب المرأة في جامعة لوما ليندا للصحة في كاليفورنيا.

يقول كونراد: “لقد وصفت أعراضي بالضبط”. وسرعان ما حددت موعدا لرؤية بارواني ، الذي شخصها بمينوكا الناجم عن الذبحة الصدرية الوعائية (تشنج الشريان) ووصف الدواء (رانولازين) لإدارته.

تقول كونراد إنها وصلت إلى “مكان أفضل بكثير” مع صحة قلبها. انخفضت حلقات MINOCA الخاصة بها بشكل كبير. إنها تعمل مرة أخرى وتسافر مع زوجها. “لقد استعدت حياتي. لم أعد خائفة”.

المصدر:

https://www.webmd.com/heart-disease/story/MINOCA-heart-attack