أعراض وأمراض

التحديات النفسية والاجتماعية المرتبطة بالسرطان (الجزء الرابع): من يدفع الفاتورة – عبء مادي ونفسي واجتماعي

ترجمة وتحرير: د. بسام درويش


إلى جانب التحديات النفسية والجسدية، يواجه مرضى السرطان وأسرهم تحديات اقتصادية واجتماعية هائلة تؤثر بشكل كبير على جودة حياتهم وقدرتهم على التكيف مع العلاج. يشكل العبء المالي لتغطية تكاليف العلاج، والاضطرار إلى إدارة الشؤون المالية مثل التأمين، بالإضافة إلى الحاجة للحفاظ على جودة حياة مرضية، تحديات كبيرة تواجه المرضى والناجين من السرطان. هذه التحديات لا تؤثر فقط على المرضى بل تمتد لتشمل مقدمي الرعاية لهم، الذين يتحملون أعباء إضافية جسدية ونفسية واجتماعية ومالية. يهدف هذا الجزء من المقال إلى تسليط الضوء على الأعباء المادية والاجتماعية والنفسية التي يواجهها المرضى ومقدمو الرعاية، وكيف يمكن أن تؤثر هذه التحديات على رحلة التعافي وجودة الحياة.

من يدفع الفاتورة – عبء مادي ونفسي واجتماعي
بالإضافة إلى العلاج، يمكن أن تكون المشاكل التي يواجهها مرضى السرطان خارج المستشفى ساحقة. يمثل العبء الاقتصادي لتغطية تكلفة العلاج والحفاظ على نوعية حياة مرضية مشكلة كبيرة لمرضى السرطان والناجين منه. على سبيل المثال، قد تشكل إدارة الشؤون المالية ذات الصلة، مثل التأمين، تحديًا كبيرًا.

في العديد من البلدان، يكون توزيع موارد الرعاية الصحية غير متوازن، مما يعني أن المرضى قد يضطرون إلى السفر بين المدن للحصول على المعلومات الطبية الدقيقة أو العلاج عالي الجودة أو الجراحة المتخصصة التي يجريها الخبراء. تنظيم النقل والإقامة في مدينة بعيدة يشكل تحديًا إضافيًا.

قبل تشخيص إصابتهم بالسرطان، كان لدى معظم المرضى مسؤوليات منزلية تجاه عائلاتهم (مثل رعاية الأعضاء المسنين أو الأطفال الصغار). بعد المرض، يصبح من الصعب ملء الأدوار التي أخلاها المريض. قبل المرض، قد يكون المريض جزءًا من القوى العاملة، لكن العلاج المكثف قد يؤدي إلى فترة بطالة طويلة. يختار العديد من مرضى السرطان القادرين على العمل العودة إلى العمل. وفقًا لدراسة أجريت على الناجين من سرطان تجويف الفم، عاد 55.2٪ منهم إلى العمل بعد العلاج، مما أثر بشكل إيجابي على إعادة تأهيلهم. ومع ذلك، فإن نقص الدعم والتواصل، وبيئات العمل السامة، والتمييز، والتصورات السلبية لأداء عملهم كانت حواجز أمام إعادة تأهيل الناجيات.

استنادًا إلى منظور نظامي، لا يؤثر تشخيص المرض المهدد للحياة على المرضى فحسب، بل ينتقل أيضًا إلى الأفراد الآخرين المشاركين في تعافي المريض، وخاصة مقدمي الرعاية. يتم تعريف مقدمي الرعاية غير الرسميين على أنهم أولئك الذين يقدمون للمرضى رعاية منزلية بدون تعويض. أنشطة تقديم الرعاية تتطلب جهدًا جسديًا وعاطفيًا واجتماعيًا وماليًا. نظرًا لأن رعاية المرضى القصيرة أصبحت شائعة، تلعب العيادات الخارجية والرعاية المنزلية دورًا حيويًا في تعافي المرضى وإعادة تأهيلهم. في الولايات المتحدة، يعتني 4.6 مليون شخص بشخص مصاب بالسرطان في المنزل.

عبء مقدم الرعاية
يُعرف عبء مقدم الرعاية بأنه “الضغط العاطفي والاجتماعي والمالي الذي تفرضه الأمراض على مقدمي الرعاية”. على الرغم من أن مقدمي الرعاية يقدمون رعاية عالية القيمة (تقدر بأكثر من 470 مليار دولار سنويًا في عام 2013)، إلا أن عبئهم الاقتصادي شديد. العمل ضروري لكسب الدخل لتغطية نفقات العلاج وتوفير التأمين الصحي. بالإضافة إلى ذلك، فإن غياب أحد أفراد الأسرة يضاعف مؤقتًا على الأقل واجبات الأعضاء الآخرين لتلبية احتياجات الأسرة الحالية والمستقبلية.

القضايا الصحية لمقدمي الرعاية
نظرًا لأن مقدمي الرعاية غالبًا ما يكونون من أفراد الأسرة أو الأصدقاء المقربين، فإن المرض قد يسبب لهم أيضًا ضائقة نفسية مشابهة لتلك التي يعاني منها المرضى. وفقًا لمراجعة منهجية، بلغ انتشار الاكتئاب والقلق بين مقدمي الرعاية لمرضى السرطان 42.3٪ و46.6٪ على التوالي. كشف تحليل تلوي آخر أن إجهاد مقدم الرعاية قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية واضطرابات في النوم وتغيرات في الصحة البدنية، مثل المشاكل الجسدية، التعب، الأرق، والتأثير على وظيفة المناعة. يمكن تحسين هذه الظروف بالتدخلات المناسبة التي تهدف إلى تحسين مهارات التأقلم والمعرفة ونوعية الحياة لدى مقدمي الرعاية.

المصدر:

https://gpsych.bmj.com/content/35/5/e100871

مقالات شائعة

Exit mobile version