Uncategorized

مواجهة المعلومات المضللة:

 انتصار للعلم والأخلاق في دولة الإمارات

 مكافحة المعلومات المضللة: تجربة ناجحة

د.بسام درويش

مستشار في الإعلام الصحي والتطوير الطبي

في مواجهة المعلومات المضللة، اعتمدت حكومة دولة الإمارات  العربية المتحدة على استراتيجية متعددة الجوانب. إذ تم تعزيز التعاون بين الحكومة، وسائل الإعلام، ومنصات التواصل الاجتماعي للتصدي للمعلومات غير الصحيحة ونشر الحقائق بسرعة. كما تم إشراك الخبراء والأطباء في الحوار العام، حيث قدموا المعلومات والنصائح المبنية على الأدلة العلمية، مما ساهم في رفع مستوى الوعي الصحي بين السكان.

إلى جانب ذلك، تم التركيز على تعزيز التفكير النقدي بين أفراد المجتمع، وذلك من خلال حملات توعية تعليمية تهدف إلى تمكين الناس من تحليل المعلومات التي يتلقونها، والاعتماد على المصادر الموثوقة فقط.

 الإمارات كنموذج للعالم

نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة في تحويل التحديات التي فرضتها جائحة كورونا إلى فرصة لتعزيز الثقة في العلم والأخلاق. هذا النهج لم يكن مجرد استجابة للأزمة، بل كان رؤية شاملة تضع الصحة العامة في مقدمة الأولويات الوطنية.

إن تجربة الإمارات في مواجهة كورونا تمثل درسًا للعالم بأسره: عندما يتم الانتصار للعلم والأخلاق، يمكن التغلب على أكبر التحديات وحماية صحة وسلامة المجتمع. اليوم، الإمارات ليست فقط مثالًا ناجحًا في مكافحة الجائحة، بل هي أيضًا نموذج في كيفية مواجهة المعلومات المضللة من خلال العلم والشفافية والأخلاق.

 حصن منيع

في زمن الأزمات، يظهر المعدن الحقيقي للدول. الإمارات، من خلال التمسك بالعلم والأخلاق، استطاعت ليس فقط أن تحمي شعبها من فيروس كورونا، بل أيضًا أن تبني حصنًا ضد المعلومات المضللة. هذا الحصن القائم على العلم والشفافية يمثل نموذجًا يجب أن يحتذى به في جميع أنحاء العالم، حيث يُظهر كيف يمكن لمجتمع موحد ومستنير أن يتغلب على أي تحديات قد تواجهه.

خطة استراتيجية

لمواجهة الشائعات بشكل فعال، تحتاج إلى خطة استراتيجية شاملة تتضمن عدة محاور لضمان التصدي السريع والفعال للشائعات ومنع انتشارها. إليك خطوات لتنفيذ خطة مواجهة الشائعات:

 1. تشكيل فريق مخصص لرصد الشائعات والرد عليها

   – تشكيل فريق عمل متخصص: يتكون الفريق من مختصين في العلاقات العامة، الإعلام، الصحة (إن كانت الشائعات تتعلق بالصحة)، وأخصائيين في وسائل التواصل الاجتماعي. يجب أن يكون هذا الفريق مستعدًا للاستجابة السريعة لأي شائعة تظهر.

   – الرصد المستمر: استخدام أدوات تحليل ورصد وسائل التواصل الاجتماعي لرصد الشائعات في الوقت الفعلي. يشمل ذلك مراقبة الأخبار، المدونات، ومنصات التواصل الاجتماعي لتحديد الشائعات بسرعة.

 2. وضع بروتوكولات استجابة سريعة

   – بروتوكولات الاستجابة: إعداد بروتوكولات محددة للتعامل مع الشائعات فور ظهورها. يجب أن يتضمن البروتوكول خطوات للتحقق من صحة المعلومات بسرعة، وتحديد الجهة المخولة بالرد.

   – الرد الفوري: بعد التحقق من صحة الشائعة، يجب نشر الرد الرسمي بسرعة على جميع القنوات المتاحة مثل وسائل التواصل الاجتماعي، والمواقع الرسمية، ووسائل الإعلام التقليدية.

 3. تعزيز الشفافية والتواصل المستمر

   – التواصل المنتظم: تقديم تحديثات منتظمة حول المواضيع التي قد تكون عرضة للشائعات، مثل الأوضاع الصحية، الاقتصادية، أو الاجتماعية. هذا يقلل من الفراغ المعلوماتي الذي قد تستغله الشائعات.

   – المؤتمرات الصحفية الدورية: تنظيم مؤتمرات صحفية دورية لتقديم المعلومات الصحيحة والرد على استفسارات وسائل الإعلام والجمهور. هذا يعزز من مصداقية الجهات الرسمية ويقلل من انتشار الشائعات.

 4. التعاون مع وسائل الإعلام والمجتمع

   – التعاون مع وسائل الإعلام: بناء شراكات مع وسائل الإعلام لضمان نشر المعلومات الصحيحة بسرعة والرد على الشائعات. يمكن عقد ورش عمل مع الإعلاميين لتوضيح كيفية التعرف على الشائعات والتعامل معها.

   – إشراك المجتمع: تحفيز أفراد المجتمع على الإبلاغ عن الشائعات وعدم نشرها. يمكن استخدام حملات توعية لشرح كيفية التحقق من المعلومات قبل مشاركتها.

 5. استخدام الحملات التوعوية

   – حملات توعوية ضد الشائعات: إطلاق حملات توعية عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي حول مخاطر الشائعات وكيفية التحقق من المعلومات. يمكن استخدام محتوى مرئي، مثل الفيديوهات والإنفوجرافيك، لتوضيح هذه المفاهيم.

   – الرسائل الموجهة: توجيه رسائل توعوية مباشرة إلى الجمهور المستهدف، مثل الرسائل النصية أو البريد الإلكتروني، لتقديم المعلومات الصحيحة ونفي الشائعات بشكل مباشر.

 6. تعزيز الثقة في المصادر الرسمية

   – بناء الثقة: نشر المحتوى الصحيح باستمرار وبأسلوب شفاف لبناء الثقة بين الجمهور والمصادر الرسمية. التأكد من أن الجهات الحكومية والشركات والمؤسسات تُصدر بيانات صحيحة وفي الوقت المناسب.

   – استخدام المنصات الرسمية: تعزيز وجود الجهات الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، والتأكد من أنها تعتبر المصدر الأول للحصول على المعلومات الصحيحة.

 7. متابعة تأثير الشائعات وتصحيح المعلومات

   – تحليل التأثير: بعد الرد على الشائعة، من المهم تحليل مدى انتشارها وتأثيرها. يمكن استخدام أدوات التحليل لمعرفة ما إذا كانت الشائعة قد تسببت في ضرر وما مدى فعالية الرد.

   – تصحيح المعلومات الخاطئة: في حالة انتشار شائعة على نطاق واسع، يجب بذل جهد إضافي لتصحيح المعلومات الخاطئة من خلال إطلاق حملات تصحيحية تشمل جميع القنوات الإعلامية والاجتماعية.

 8. تطبيق الإجراءات القانونية عند الضرورة

   – ملاحقة مروجي الشائعات قانونياً: في حالات الشائعات التي تسبب أضرارًا كبيرة أو تستهدف زعزعة الاستقرار، يمكن اتخاذ إجراءات قانونية ضد مروجي الشائعات. يجب أن تكون هناك قوانين واضحة لمكافحة الشائعات وتنظيم نشر المعلومات الخاطئة.

   – التعاون مع الجهات القانونية: التعاون مع الجهات القانونية لتعقب مصادر الشائعات واتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان عدم تكرارها.

بناء الثقة

مواجهة الشائعات تتطلب خطة استراتيجية متكاملة تجمع بين الرصد المستمر، الاستجابة السريعة، والتواصل الفعال مع الجمهور. من خلال تعزيز الشفافية، استخدام الحملات التوعوية، وبناء الثقة في المصادر الرسمية، يمكن تقليل تأثير الشائعات وحماية المجتمع من المعلومات المضللة.

bassam@healthinarabic.com

مقالات شائعة

Exit mobile version