الغذاء قبل الدواء

هل تقي الأغذية القلوية من الأمراض والأورام ؟

د.بسام درويش

تشير الدراسات إلى أن كثير من العوامل الممرضة لا يمكنها العيش والتكاثر في وسط قلوي ، ولأن نظامنا الغذائي يميل في معظمه إلى الوسط الحامضي ، بسبب تناول الأطعمة الفقيرة بالألياف والخضار والفواكه ، والغنية باللحوم الحمراء تحديداً ، وهذا هو النظام الغربي للطعام ولهذا نجد أن من يتناول مثل هذه الأطعمة يكونون أكثرعرضة للإصابة بالأمراض والأورام. وهذا ما أكده الدكتور أوتو واربورغ، الذي كرس حياته للبحث في الخلايا السرطانية، و فاز بجائزة نوبل عام 1931 لإثباته أن الخلايا السرطانية لا تستطيع البقاء على قيد الحياة في بيئة قلوية.

الصحة أم المرض؟

 تعتبر البيئة الحمضية المكان المثالي للمرض والعوامل الممرضة تنشط وتتكاثر فيه. وتجدر الإشارة إلى أن الأغذية التي تسبب الحموضة فقيرة بالعناصر الغذائية التي تعزز صحة العضلات والعظام، مثل البوتاسيوم والكالسيوم، وغيرهما ، بينما النظام الغذائي الذي يسبب القلوية ، يعزز من امتصاصي الفيتامينات ويمنع حدوث النقص في العناصر المعدنية الضرورية للجسم ، ومن المرجح أن يساهم في حدوث ظاهرة الموت المبرمج للخلايا السرطانية  في الجسم القلوي، مما يقلل من خطر الإصابة بالسرطان. ويحافظ النظام الغذائي القلوي على بنية عظام صحية، ويقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية ويمكن أن يقلل من الألم المزمن والالتهاب.

ومن الأطعمة التي تسبب الوسط الحمضي نذكر السكريات والمعجنات واللحم والمعكرونة والكاجو ، والقهوة والشاي الأسود ، والمشروبات الكحولية ، والبرتقال والفراولة ، وغيرها الكثير.

أنت ما تأكل

ومن أهم الأغذية التي تسبب القلوية في الجسم ، نذكر:

اللفت

من الخضروات الخضراء الصليبية العالية في الألياف والمياه ، ولهذافهي تساعد على منع الإمساك وتعزيز وظائف الجهاز الهضمي. وهو مصدر غني بالحديد الضروري لتشكيل الهيموغلوبين والإنزيمات.

وقد أظهرت الدراسات أن تناول كميات كبيرة من الألياف قد يخفض مستويات السكر في الدم لدى الأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع 1، و يحسن مستويات السكر في الدم والدهون ومستويات الأنسولين. يحتوي اللفت على حمض ألفا ليبويك المضاد للأكسدة القوي وقد أظهرت الدراسات أنه يساعد على خفض مستويات الجلوكوز، وزيادة مستويات الأنسولين وتقليل الاعتلال العصبي المحيطي والاعتلال العصبي اللاإرادي في المرضى الذين يعانون من مرض السكري.

 اللفت هو أيضا غني بالبيتا كاروتين، و طليعة الفيتامين ( أ )  التي يتم تحويلها من قبل الجسم إلى فيتامين (أ) عندما يكون هناك حاجة. وتجدر الإشارة إلى أن فيتامين (أ) ضروري لنمو أنسجة الجسم المختلفة ، بما في ذلك الجلد والشعر.

الأفوكادو

 فاكهة مذهلة إذ تحتوي على عناصرمعدنية مختلفة وفيتامينات متعددة . ويمكن أن تساعد في فقدان الوزن. وهي غنية بالأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة التي تساعد على تعزيز صحة القلب وتقليل الالتهاب في الجسم. كما أنها تحتوي على حمض الأوليك الذي ثبت أن له آثار مفيدة على الجينات المرتبطة بالسرطان.  لهذا ينصح بتناول الأفوكادو لخفض مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية وبالتالي تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب. وأظهرت إحدى الدراسات أن إضافة الأفوكادو أو زيت الأفوكادو إلى سلطة يمكن أن تزيد امتصاص مضادات الأكسدة بنسبة 2.6 إلى 25 مرة.

السبانخ

 مصدر جيد للفيتامينات والمعادن بما في ذلك الفيتامينات A, C, E, وK. ويحتوي على نسبة عالية من النياسين والزنك، وهو مصدر جيد لفيتامين ب 6، الفولات، الكالسيوم، الحديد، المغنيسيوم، الفوسفور، البوتاسيوم، النحاس والمنغنيز. ولها فوائد صحية مختلفة إذ يمكن أن تساعد في خفض مستويات الكوليسترول ويحتوي على وفرة من الفلافونويدات التي تعمل كمضادات الأكسدة للحفاظ على الكوليسترول من الأكسدة، جنبا إلى جنب مع حماية الجسم من ضرر الجذور الحرة، وخاصة في القولون.  وتشير الدراسات إلى أن السبانخ يمكن أن يساعد في الحفاظ على وظيفة الدماغ قوية، ويقي من تدهور الذاكرة .

الكرفس

هو مصدر ممتاز لمضادات الأكسدة والإنزيمات والمعادن، وفيتامين C، K، فيتامين ب6، والبوتاسيوم . وهو يقلل  من مخاطر الجذور الحرة ، وخاصة عند الأشخاص المتقدمين بالعمر.

قد تساعد مستخلصات بذور الكرفس على خفض ضغط الدم المرتفع، بل وربما تمنع القرحة عن طريق حماية بطانة الجهاز الهضمي. الكرفس يحتوي على مركب فريد يسمى 3-n-بوتيلفثالايد (BuPh) يساعد على خفض الدهون والكوليسترول .

الثوم

يحتوي على الأليسين الذي لديه القدرة على محاربة مسببات أمراض عديدة وهو مضاد حيوي طبيعي يقتل الفيروسات والبكتيريا والفطريات. وهو يعزز المناعة، و يقي من تجلطات الدم، ويزيل السموم  بسبب قدراته المضادة للأكسدة، ويمنع نزلات البرد والانفلونزا، والتهابات المثانة، ويقلل من مخاطر الإصابة بالسرطان.

تناول الثوم يمكن أن يساعد مع إزالة السموم المعادن الثقيلة في الجسم، وبالتالي المساعدة على الحماية من تلف الأعضاء. الثوم قد يساعد أيضا على منع مرض الزهايمر والخرف، وأمراض القلب والأوعية الدموية.

البروكلي

 هو مصدر جيد للفولات، الذي يلعب دورا هاما في إنتاج خلايا الدم الحمراء، وفيتامين C، وهو مضاد أكسدة قوي يساعد على مكافحة الضرر الناجم عن التلوث. يلعب فيتامين سي دوراً حيوياً في تكوين الكولاجين الذي يخلق نظام الدعم للبشرة الصحية. يوفر القرنبيط 81 ملليغرام على الأقل من فيتامين C في كوب واحد. ويشير الباحثون إلى أن السولفورافان، وهو مركب يحتوي على الكبريت موجود في الخضروات الصليبية، يعطيهم خصائصهم لمكافحة السرطان. سولفورافان يمكن أن تمنع إنزيم هيستون دياسيتيلاس (HDAC) الذي من المعروف أن تشارك في تطور الخلايا السرطانية. تشير العديد من الدراسات إلى أن استهلاك الأطعمة النباتية مثل القرنبيط يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب والسمنة ويمكن أن يحسن عملية الهضم ومنع الإمساك وحتى تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون. كما ثبت أن ارتفاع مستوى الألياف يؤدي إلى خفض مستويات ضغط الدم والكوليسترول، ويمكن أن يؤدي زيادة الألياف إلى تحسين حساسية الأنسولين.

البقدونس

 يحتوي على خصائص قوية مضادة للالتهابات ويساعد على تقوية الجهاز المناعي. ويساعد على تخفيف بعض المظاهر في الجهاز الهضمي مثل الغثيان وعسر الهضم. وهو مصدر عال من مضادات الأكسدة مثل الفلافونويد، وبالتالي يمكن أن تساعد على إبطاء عملية الشيخوخة من خلال مكافحة الأضرار الناجمة عن الجذور الحرة. وهو مفيد في الوقاية من السرطان وأمراض القلب واضطرابات العين والتهاب المفاصل وأمراض الأعصاب. إذ يحتوي البقدونس على الزيوت الأساسية المفيدة التي يمكن أن تساعد في مكافحة السرطان . ويحمي البقدونس من التلف الذي يصيب الحمض النووي ، ويوقف الموت المبرمج للخلايا .

الخيار

يتكون الخيار من حوالي 96٪ من الماء، ما يساعد على التخلص من السموم ، والمحافظة على ترطيب الجسم لفترة أطول. ويحتوي على الفيتامينات A و B و C  ، إلى جانب المغنيزيوم والبوتاسيوم وغيرها من العناصر الغذائية التي تدعم صحة القلب وتساهم في المساعدة على خفض ضغط الدم، والإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية .

وغالبا ما يستخدم الخيار كعامل مضاد للتجاعيد لأنه يحمي الجلد من الشيخوخة. كما أنه يحتوي على مادة مضادة للالتهابات تسمى فيسيتين التي يمكن أن تلعب دورا هاماً في صحة الدماغ، لأنه قادر على الحد من تأثير الأمراض العصبية المرتبطة بالعمر على وظيفة الدماغ.

الطماطم

تحتوي الطماطم على مضادات أكسدة قوية تعرف باسم الليكوبين يمكن أن تساعد على حمايتك من أمراض القلب والسرطان. وهي مصدر ممتاز للنحاس والمغنيزيوم والبوتاسيوم، وهي غنية بالبروتين والألياف التي توفر حوالي 1.5 غرام لكل طماطم متوسطة الحجم. كما تحتوي الطماطم على العديد من الفيتامينات والمعادن الأخرى بما في ذلك فيتامين C وحمض الفوليك (B9) والبوتاسيوم وفيتامين K، وقد أظهرت الدراسات أن تركيزات عالية من الكاروتينات الموجودة في الطماطم، قد يحميك من تطور سرطان الثدي. وتجدر الإشارة إلى أن تناول 40 غرام من معجون الطماطم، كل يوم لمدة 10 أسابيع يخفض حروق الشمس بنسبة 40٪.

القرنبيط

 من الخضروات الصليبية ، وهو مصدر طبيعي لمضادات الأكسدة والمواد الكيميائية النباتية. كما أنه يوفر الفيتامينات الأساسية والكاروتينات والألياف والسكريات القابلة للذوبان والمعادن والمركبات الفينولية. كما أنها عالية في فيتامين C، فيتامين ك ومضادات الأكسدة التي يمكن الحفاظ على صحة العظام ومنع تخثر الدم وتكلس العظام. يمكن للقرنبيط تعطيل المراحل المبكرة من تطور السرطان وإيقاف نمو الورم خصوصاً أثناء العلاج الكيميائي الوقائي. عن طريق الحد من الالتهاب، يمكن أن يعزز القرنبيط مناعتك ويبقي جسمك خالياً من البكتيريا الضارة والالتهابات ونزلات البرد الشائعة. كما أنه يقلل من فرص الإصابة بارتفاع ضغط الدم والكوليسترول.

بلا سكر أحلى

أنت ما تأكل

 الطبيعة مصدر غني لكثير من الأغذية اللذيذة والمفيدة ، التي تزود الجسم باحتياجاته من العناصر الغذائية ، وتساعد على تعزيز قوة الجهاز المناعي ، وتقلل من الإصابة بالعديد من الأمراض ، ولهذا ينصح خبراء التغذية والصحة العامة بضرورة اختيار الأغذية المفيدة ، وتجنب الأغذية التي تساهم في الإصابة بالأمراض التي تنشط في الوسط الحمضي.

مقالات شائعة

Exit mobile version