المنتدى الصحي

إدارة التوتر والتعامل مع الأزمات الصحية

بقلم: د.بسام درويش

لا شك أن تفشي مرض كورونا (COVID-19) قد شغلنا جميعاً. و قد يكون الخوف والقلق بشأن المرض مبالغاً به لدى البالغين والأطفال. لكنه حقيقة ، ومن المهم أن نعرف كيف نحسن إدارة الضغط النفسي لأن هذا الأمر سيجعلك أنت والناس الذين تهتم برعايتهم وتحبهم ومجتمعك أقوى.


وبالطبع كل واحد منّا يتفاعل مع مختلف المواقف في حياته اليومية بطرق مختلفة ، فالبعض يتعامل معها مثل قطعة الجليد التي سرعان ما تذوب تدريجياً ، والبعض يتعامل معها مثل كرة الثلج التي كلما تدحرجت أكثر زادت وكَبُر حجمها.


المواجهة أم الهروب

تشير العديد من الدراسات إلى أن العوامل النفسية والإنفعالية تؤثر على الصحة الجسدية والنفسية ، والصحة وفق تعريف منظمة الصحة العالمية ، لا تعني غياب المرض ، بل هي حالة من الرفاهية والتكامل الجسدي والنفسي والاجتماعي وغير ذلك من العوامل التي تعزز صحة الجسم.

تعتمد استجابتك لمرض كورونا على عوامل عدة ، وهذا ما يجعلك شخصاً مختلفًا عن الأشخاص الآخرين، والمجتمع الذي تعيش فيه.

آلية الاستجابة

فسّر “والتر كانون” Walter canon”  الأستاذ بجامعة هارفرد كيفية الاستجابة من قبل الحيوان والإنسان للتهديدات الخارجية وكيفية التعامل معها ، فالكائن الحي يدرك الخطر الخارجي إما بالمواجهة أو الهرب”.

وعرّف الضغط بحالة رد الفعل في حالة الطوارئ ، بسبب ارتباطه بالمواجهة، ففي بحوثه على الحيوانات استخدم عبارة ” الضغط الانفعالي” ليصف عملية رد الفعل النفسي الفيسيولوجي التي كانت تؤثر في انفعالاتها.وتؤكد هذه النظرية أن الحياة البشرية تجلب معها العديد من الأحداث الضاغطة المرغوبة غير المرغوبة والتي قد تهدد الحياة ممّا يفرض على البشرية مقاومة هذه الأحداث أو الهروب بعيدا عنها.

تغيرات فيزيولوجية

الضغط النفسي أياً كان مصدره يُحدث تغيرات فيزيولوجية في الجسم ، و منها نذكر تسرع دقات القلب و التنفس السريع أو تغيره ، وارتفاع ضغط الدم ، وتغيرات عديدة ، قد لا تظهر تأثيراتها مباشرة أو على القصير وإنما على المدى الطويل خصوصاً إذا ما بقيت أو تزايدت حدة الضغوط النفسية وتنوعت مصادرها، حنيئذ يمكن أن تضعف الجسم ومناعته وتسبب للإنسان الدخول في حلقة مفرغة من الاضطرابات الجسدية النفسية المنشأ. المواجهة
الخطوة الأساسية في أي مشكلة هو معرفة كل ما يتعلق بها ، وعدم الاختباء خلفها ، والتسلح بالمعرفة من أجل استخدام عناصرها في الحلول المناسبة القابلة للتطبيق ، والعمل على توفير تلك العناصر. وهذا يتطلب منّا التحلي بالصبر وضبط النفس والتعامل بحكمة . وبالطبع تلعب البيئة بما في ذلك الدعم الاجتماعي دوراً هاماً في مواجهة أي مشكلة .

الهروب

 قد يلجأ البعض للهروب ، كحال الطفل الصغير الذي يحتمي بأمّه بدل مهاجمة الخطر بنفسه.

مظاهر سريرية

من المظاهر السريرية المرتبطة بالضغط النفسي والمرض الحالي ، نذكر:
الخوف والقلق على صحتك وصحة أحبائك.
اضطراب النوم .
اضطراب الأكل.
صعوبة في التركيز.
تفاقم المشاكل الصحية المزمنة.
تعاطي الكحول أو الأدوية.

الاستجابة مختلفة

الأشخاص الذين قد يستجيبون بقوة أكبر للضغط النحم عن كورونا في هذه المرحلة ، هم :

كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة.
الأطفال والمراهقون.
الأشخاص الذين يعملون في الخطوط الأمامية مثل الأطباء ومقدمي الرعاية الصحية الآخرين، أو المستجيبين الأوائل بمختلف تسمياتهم.
الأشخاص الذين يعانون من أمراض الصحة العقلية بما في ذلك مشاكل في استخدام المواد المخدرة
تقليل الضغط النفسي
حينما نبحث في الأرقام والاحصائيات ولا نهتم بالمعلومات التي تساعدنا على فهم المرض ، من أجل الالتزام بكيفية التعامل معه ، ومنع حدوثه ، تتضخم التأثيرات السلبية الجسدية والنفسية ، مثل كرة الثلج .
لهذا ننصح بما يلي :
الاطلاع على كل ما يتعلق بالمرض من المصادر الرسمية ، وليس عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو محركات البحث المختلفة ، أو الواتس آب.
شارك هذه المعلومات الرسمية المعتمدة على الحقائق مع الأشخاص المقربين منك في البيت والعمل .
تحدث مع الطبيب واسأله عن أي معلوة تعكر صفو مزاجك.
الآباء والأمهات
يتفاعل الأطفال والمراهقون، جزئياً، على ما يرونه من البالغين من حولهم.
لهذا حين الحديث عن هذا المرض ، يجب التحدث بهدوء وثقة ، بكلمات مطمئنة.
إذا ظهر لدى الطفل أو أي فرد في الأسرة مثل هذه المظاهر السريرية ، لا تتردد في اسشتارة الطبيب ،وهي تتضمن ما يلي:


البكاء المفرط.
تهيج الأطفال الأصغر سناً
العودة إلى السلوكيات التي تم تجاوزها على سبيل المثال، حوادث المراحيض أو التبول في الفراش، قضم الأظافر .
القلق المفرط أو الحزن.
الأكل غير الصحي.
اضطراب عادات النوم.
سرعة التهيج عند المراهقين
ضعف الأداء المدرسي أو رفض المدرسة.
صعوبة في الاهتمام والتركيز.
عدم ممارسة الأنشطة التي كانت مصدر متعة للطفل .
الصداع غير المبرر أو ألم الجسم
تعاطي الكحول أو التبغ أو غيرها من المخدرات

نصائح

هناك العديد من الأشياء التي يمكنك القيام بها لدعم طفلك
قبل التحدث مع طفلك أو ابنك المراهق حول تفشي COVID-19. اسأل المختصين في الصحة النفسية ، لكي يقدموا لك الطرق المساعدة ، وأجب على كافة الاستفسارات بطريقة مبسطة ، وشارك طفلك بالحقائق وليس الخوف.
طمأن طفلك أو ابنك المراهق بأنه آمن. وأن الجهات الحكومية تقوم بدورها الفعّال ، واستعرض تجارب الدولة في التعامل مع الأزمات وكيف عالجتها بحكمة .


دعهم يعبرون عن مشاعرهم إذا شعروا بالضيق.
المدارس مغلقة، لهذا ضع جدول زمني لأنشطة التعلم وأنشطة الاسترخاء أو المرح. شاركهم اللعب وشجعهم على ممارسة الرياضة.


التغطية الإخبارية المتعلقة بالمرض بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي. تسيء للأطفال والكبار .
كن قدوة.  خذ استراحات، واحصل على الكثير من النوم، وممارسة الرياضة، وتناول الطعام بشكل جيد. تواصل مع أصدقائك وأفراد عائلتك.

المعرفة والالتزام

للحد من ردود الفعل الثانوية الناجمة عن الإجهاد النفسي ، ننصح بما يلي :
الاعتراف بأن هناك مشكلة ، يمكن أن تظهر تأثيراتها البدنية (التعب والشعور بالوهن) والعقلية (الخوف، الانسحاب، الذنب).
هذه المشكلة لها حلول ، والالتزام بدوري في حل المشكلة التي تتعلق بالمرض.

شجع أفراد الأسرة على تناول الأغذية الطازجة المتنوعة. وشرب الماء ، وتجنب المنبهات، والتدخين والعادات الضارة.
أنشئ قائمة من أنشطة الرعاية الذاتية الشخصية التي تستمتع بها، مثل قضاء بعض الوقت مع الأصدقاء والعائلة عن طريق التقنيات الحديثة للاتصالات أو ممارسة الرياضة أو قراءة كتاب.


خذ استراحة من التغطية الإعلامية لـ COVID-19. واشعر بالفرق.
اطلب المساعدة إذا كنت تشعر بالإرهاق أو القلق من أن COVID-19 يؤثر على قدرتك على رعاية عائلتك والمرضى كما فعلت قبل الفاشية.

شاركنا تجربتك

كيف تتعامل مع هذه المشكلة ؟
هل تبحث عن الأخبار فور استيقاظك؟
هل تعتبرها فرصة لتغيير ضروري في مسار حياتنا؟

مقالات شائعة

Exit mobile version