التدخين الإلكتروني .. وسيلة ترويجية محفوفة بالمخاطر
منتجات التبغ المُسَخَّنة هي منتجات التبغ التي ينتج عنها رذاذ يحتوي على النيكوتين ومواد كيميائية سامة تنطلق عند تسخين التبغ أو تنشيط جهاز يحتوي على التبغ (من أمثلة ذلك “إيكوس” iQOS من فيليب موريس إنترناشيونال Philip Morris International، بلوم Ploom من جابان توباكو إنترناشيونال Japan Tobacco International، غلو glo من بريتيش أمريكان توباكو British American Tobacco، ومبخِّرات باكس PAX vaporizers من مختبرات باكس PAX Labs). ويستنشق المتعاطون هذا الرذاذ أثناء عملية الامتصاص أو التدخين بواسطة جهاز. ويحتوي هذا الرذاذ على مادة النيكوتين المسبِّبة لإدمان شديد ومضافات أخرى غير التبغ وغالباً ما بدعّم بنكهات. ويمكن أن يكون التبغ في هيئة سجائر ذات تصميمات خاصة (“هيت ستيكس” “heat sticks” أو “نيو ستيكس” “Neo sticks” مثلاً) أو عبوات أو مقابس. وتُسِوَّق منتجات التبغ المُسخّنة بامتداد جميع أقاليم المنظمة الستة، وفي أكثر من أربعين بلداً اعتباراً من تموز/يوليو 2019 عبر الإنترنت، ومن خلال الفعاليات الترويجية، والمحلات الرئيسية، والمتاجر الكبرى، ومراكز التسوق، ووسائل التواصل الاجتماعي.
ورغم ادعاءات “الحدّ من المخاطر”، فإنه لا توجد بيّنات تشير إلى أن منتجات التبغ المُسَخّنة أقل إيذاءً من منتجات التبغ التقليدية. وتحتوي منتجات التبغ المُسَخّنة على مواد كيميائية غير موجودة في دخان السجائر وقد تنجم عنها تأثيرات مرتبطة بالصحة. ويبيّن تقييم مستقل لبيانات الصناعة وجود أكثر من 20 مادة كيميائية ضارة ويُحتمل أن تضرّ بمستويات أعلى كثيراً مقارنةً بدخان السجائر المرجعي. وإضافةً إلى ذلك، فإن هذه المنتجات شديدة التنوع وبعض المواد السمية الموجودة في انبعاثات تلك المنتجات هي مواد مُسَرطِنة. كما لا توجد في الوقت الراهن بيّنات كافية على تأثيرات الانبعاثات غير المباشرة الناتجة عن منتجات التبغ المُسَخَّنة، وإن كانت الانبعاثات الصادرة عن هذه المنتجات تحتوي على مواد كيميائية ضارة ويُحتمَل أن تضرّ. ويلزم إجراء دراسات مستقلة لتقدير المخاطر التي تهدّد الأشخاص المُحاذين للمدخِّنين والذين يتعرّضون للانبعاثات المنطلقة من منتجات التبغ المُسَخّنة.
إن التبغ سام بطبيعته ويحتوي على مواد مُسَرطِنة حتى في هيئته الطبيعية. وتعتبر المنظمة أن تعاطي التبغ بجميع أشكاله ضار، بما في ذلك منتجات التبغ المُسَخّنة. وعلى ذلك، ينبغي أن تخضع منتجات التبغ المُسَخّنة لتدابير السياسات والتنظيمات المطبّقة على جميع منتجات التبغ الأخرى، بما يتماشى مع اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ ومع القوانين الوطنية. ويدعم ذلك القرار المتّخذ خلال الدورة الثامنة التي عقدها مؤخراً مؤتمر الأطراف في الاتفاقية، وتُشجَّع البلدان على مواصلة التطبيق التام للاتفاقية على منتجات التبغ المُسخّنة قدر المستطاع.
أجهزة التسخين ليست آمنة
إن نظم إيصال مواد النيكوتين إلكترونياً لا تشكّل، من وجهة نظر منظمة الصحة العالمية، منتجات تبغ نظراً لعدم احتوائها على التبغ، وإنما النيكوتين فقط. بيد أنها لا تفتأ تثير قلقاً خطيراً على الصحة العمومية. وهذه النظم هي أجهزة لتسخين محلول (سائل إلكتروني) بحيث ينشأ عنه رذاذ يستنشقه المتعاطي بعد ذلك. والمكونات الأساسية لهذا المحلول مقدّرةً حسب الحجم هي البروبيلين غليكول، مع الغليسيرول أو بدونه، ومواد مُنَكِّهة. وتتفاوت السجائر الإلكترونية (تسمّى أيضاً “إي-سيجز” “e-cigs، أو “فيبس” “vapes”، أو “إي-هوكاهز” “e-hookahs” ، أو “فيب بنز” “vape pens) من حيث طريقة إنتاجها للمواد السامة وإيصالها لمواد النيكوتين، وهو ما يرجع إلى الفروق في التصميم، وفلطية البطاريات، ووحدة الدوائر الكهربائية، وإمكانيات إدخال تعديلات، وقابلية التكيُّف للاستعمال مع مواد أخرى غير النيكوتين.
وقد شهدت مبيعات نظم إيصال مواد النيكوتين إلكترونياً زيادة متسارعة منذ طرحها في الأسواق عام 2012: ويُتوقّع أن تصل إلى 26.84 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2023. وعلى غرار ذلك، سرعان ما تنامت عمليات الإعلان عن النظم المذكورة وتسويقها والترويج لها، عبر قنوات تعتمد بشدة على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. وكثير من الجوانب التسويقية المحيطة بهذه المنتجات يثير القلق بشأن زيف الادعاءات الصحية، والزعم بنجاعتها في الإقلاع عن التدخين، واستهدافها للشباب (استعمال النكهات على وجه الخصوص).
وما زالت تأثيرات نظم إيصال مواد النيكوتين إلكترونياً على الصحة في الأمد الطويل غير معروفة، ويتطلب الأمر إجراء المزيد من البحوث. وقادت عمليات الاستعراض التي أُجرِيَت حتى الآن للبيّنات التجريبية المستمدّة من الدراسات الكيميائية والسمّية، والدراسات السريريّة بدرجة أقل، مختلف الكُتّاب للخلوص بمحاذير أكثر أو أقل إلى أن تلك النظم لا تخلو من الضرر وإن كانت أقل خطورةً من السجائر عموماً. وثمة محاذير معيّنة من بينها ما يلي:
استعمال المنتجات التي تحتوي على النيكوتين بأي شكل في أوساط الشباب والحوامل، بما في ذلك نظم إيصال مواد النيكوتين، غير مأمون.
الرذاذ الذي يستنشقه جميع مستخدمي نظم إيصال مواد النيكوتين إلكترونياً يحتوي على مواد سامة قد تزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان أو الأمراض القلبية الوعائية أو الرئوية.
استنشاق الرذاذ الذي ينفثه مستخدمو نظم إيصال مواد النيكوتين إلكترونياً يزيد من تعرُّض غير المدخّنين والأشخاص المحاذين للمدخّنين للنيكوتين ولعدد من المواد السامة بمستويات أعلى من المستويات الطبيعية القائمة.
ثمة مخاوف تمسّ الأمان فيما يتعلق بانفجار المشغولات المتعلقة بنظم إيصال مواد النيكوتين إلكترونياً فضلاً عن التسمّم العَرَضي بالنيكوتين. وكانت هناك حالات لبطاريات سجائر إلكترونية تم شحنها وأدت إلى اندلاع حرائق ونشوب انفجارات.
ويدور جدل كبير بشأن التساؤلات حول ما إذا كانت نظم إيصال مواد النيكوتين إلكترونياً أداة فعالة للإقلاع عن التدخين وما إذا كانت توفر بوّابة خلفية للتدخين. ومن المبكر للغاية الإجابة على كلا التساؤلين.
وقد اعتمد المؤتمر الخامس للأطراف القرار FCTC/COP7(9) الذي يدعو الأطراف إلى النظر في تطبيق بعض التدابير التنظيمية (المقترحة في التقرير المقدّم إلى الدورة ذاتها)، بما في ذلك حظر أو تقييد تصنيع نظم إيصال مواد النيكوتين إلكترونياً/نظم إيصال مواد غير النيكوتين إلكترونياً واستيرادها وتوزيعها وعرضها وبيعها واستعمالها، بما يتلاءم والقوانين الوطنية للأطراف وأغراض الصحة العمومية التي تنشدها. وتوصي منظمة الصحة العالمية، لدى اختيار البلدان السماح بطرح نظم إيصال مواد النيكوتين إلكترونياً في أسواقها، بأن يتم تنظيم تلك المنتجات وفقاً للأغراض الأساسية الأربعة التالية:
االحيلولة دون بدء التسويق لغير المدخّنين والقُصَّر والفئات المعرّضة للخطر؛
التقليل إلى أدنى حد من المخاطر الصحية التي تهدّد مستخدمي نظم إيصال مواد النيكوتين إلكترونياً وحماية غير المستخدمين لها من التعرّض لانبعاثاتها؛
منع استغلال الادّعاءات الصحية غير المُثبَتة فيما يخصّ نظم إيصال مواد النيكوتين إلكترونياً؛
حماية مكافحة التبغ من جميع المصالح التجارية وغيرها من المصالح الثابتة فيما يتعلق بنظم إيصال مواد النيكوتين إلكترونياً، بما في ذلك مصالح دوائر صناعة التبغ
أرقام وحقائق
التبغ يقتل نصف من يتعاطونه تقريباً.
التبغ يودي بحياة أكثر من 8 ملايين نسمة سنوياً، منهم أكثر من 7 ملايين ممن يتعاطونه مباشرةً ونحو 1.2 مليون من غير المدخّنين المعرّضين لدخانه غير المباشر.
يعيش نحو80% من المدخّنين البالغ عددهم 1.1 مليار شخص على الصعيد العالمي في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.