ترجمة وتحرير : د.بســــــــــــــــــــــــــام درويش
الأجهزة الرقمية موجودة في كل مكان ، ويستخدمها الصغير كما الكبير ، سواء أعجبنا ذلك أم لا ، بكل أسف أقول إن البعض قد تخلى عن الكثير من جماليات الحياة ، والأصحاب ، و باتت هذه الأجهزة الجليس لفترات زمنية طويلة ، ولم يعد الكتاب هو خير جليس ، و ربما الكثير من الأشخاص بوجود الأهل والأصحاب لا يتخلى عنها ،
على رغم أن هذه الأجهزة لها فوائد عديدة ، إذ يمكن أن تعزز التعلم و المعرفة والتواصل الفعال في المجتمع.
ووفقاً للدراسات فإن الاستخدام الخاطئ و الطويل لهذه الأجهزة خصوصاً قبل النوم يؤثر على النوم ، إذ أن الأجهزة وما تصدره من موجات ومن الأشعة الزرقاء قبل النوم يمكن أن يعيق دورة النوم الطبيعية ، وهذا ما يحدث لدى المراهقين الذين يستخدمون هذه الأجهوة قبل النوم ، ويرسلون الرسائل النصية القصيرة أو يتابعون وسائل التواصل الاجتماعي ، أو يلعبون الألعاب الالكترونية وغيرها من الأنشطة عبر الانترنت .
وتجدر الإشارة هنا إلى أن ما يحدث يندرج تحت مسمى السلوك الوسواسي ، الذي يحتاج إلى تدخل لضبطه والسيطرة عليه .
وبالطبع لا نريد أن نصل إلى حالة الذعر لأن الأطفال أو المراهقين يستخدمون هذه الأجهزة بإفراط ، بل نريد أن نطرح تساؤلات ونبحث عن أجوبة ، ونتوجه للمتخصصين طلباً للتدخل العلاجي .
نصائح
الدكتور مايكل ريتش ، مدير مركز الإعلام وصحة الطفل في مستشفى بوسطن للأطفال، أستاذ مشارك في طب الأطفال في HMS، وأستاذ مشارك في العلوم الاجتماعية والسلوكية في كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد T.H. Chan، يقول إن نصف الأطفال وثلاثة أرباع الآباء يشعرون أن الطرف الآخر مشتت عند التحدث إليه . لهذا يجب حين الحديث أو تناول الطعام عدم استخدام أي نوع من الأجهزة الذكية والالكترونية وغيرها ، مع منع استخدامها على الإطلاق قبل النوم . وبدلاً من استخدام الطفل لهذه الأجهزة ، ليقوم الأب أو الأم بقص الحكايا ، ويمكن للمراهق أن يمسك بكتاب قبل النوم بدلاً من قضاء وقت في عالم افتراضي قد لا تحمد عقباه صحياً واجتماعياً .
الرياضة والحركة
الطفل الذي يعتاد على استخدام الأجهزة الذكية والبقاء خاملاً لساعات طويلة ، سيكون من الصعب عليه أن يقوم بالحركة وممارسة الرياضة والأنشطة المختلفة ، مثل النشاط البدني، والقيام بالواجبات المنزلية، واللعب مع الأصدقاء، وقضاء الوقت مع العائلة. كما أن الاستخدام الطويل لهذه الأجهزة سيساهم في ازدياد نسبة الإصابة بالسمنة وفرط الحركة وتشتت الانتباه واضطرابات النوم و تأخر التحصيل الدراسي .
وبالنسبة للمراهقين فإن الاستخدام الخاطئ لتلك الأجهزة سيمنعهم من تنمية المهارات والمواهب ، والتفاعل الحقيقي مع الأصدقاء وأفراد الأسرة ، إذ تشير بعض الدراسات إلى أن المراهقين يقضون ما يقرب من 9 ساعات يومياً عبر الإنترنت أو على الهاتف أو مشاهدة التلفزيون أو لعب الألعاب .
توصيات
توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بأن يضع آباء الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 18 عاماً أوقات محددة لاستخدام الأجهزة والشاشات ، وهذا يشمل وسائل الترفيه (مثل مشاهدة التلفزيون والأفلام)، فضلاً عن وسائل الإعلام التعليمية .
يجب على الآباء والأمهات أن يحددوا الوقت اللازم لقضاء الواجبات المدرسية عبر الشاشات أو الأجهزة المختلفة . وهذا الأمر يتطلب التحدث مع الأبناء ، والاستماع إليه ، والتقرب منه .
الاطلاع على الألعاب التي يستخدمها الأبناء ، وتصنيفها من حيث الأمان ، وشاركه اللعب في بعض الأحيان كفرصة للتفاعل والتواصل.
يجب ألا يحل وقت الشاشة محل الوقت اللازم للنوم والأكل والنشاط والدراسة والتفاعل مع العائلة والأصدقاء.
تأكد من أن المراهقين لديهم مجموعة متنوعة من الأنشطة في وقت الفراغ، مثل قضاء بعض الوقت مع الأصدقاء وممارسة الرياضة، التي يمكن أن تساعدهم على تطوير جسم وعقل صحيين.
قم بإيقاف تشغيل جميع الشاشات أثناء الوجبات العائلية وفي وقت النوم.
احتفظ بالأجهزة المزودة بشاشات خارج غرفة نوم ابنك المراهق بعد وقت النوم، ولا تسمح بتلفزيون في غرفة نوم ابنك المراهق.
تعامل مع وقت الشاشة كامتياز يحتاج المراهقون إلى كسبه ، وليس حقاً يحق لهم الحصول عليه.
أخبرهم أن وقت الشاشة مسموح به فقط بعد القيام بالأعمال المنزلية والواجبات المنزلية.
علم ابنك المراهق حول سلامة الإنترنت و وسائل التواصل الاجتماعي ، وتأكد من أنه يعرف مخاطر مشاركة المعلومات الخاصة عبر الإنترنت.
احتفظ بالكمبيوتر في منطقة مشتركة حيث يمكنك مشاهدة ما يحدث أمام عينيك .