السلامة أولاً

مبادئ توجييهة لخدمات التطعيم

نظراً لانتشار الفيروس المسبب لمرض كوفید – 19 ،وجائحتھا الحالیة على مستوى العالم، فإن ھناك خطراً قائماً یتمثل في توقف أنشطة التمنیع الروتیني بسبب العبء الواقع على النظام الصحي، الناجم عن مرض كوفید – 19 ،وكذلك بسبب انخفاض الطلب على التطعیم الراجع إلى المتطلبات الخاصة بالتباعد الجسدي بین الأفراد، أو لعزوف المجتمع عن ذلك. ومن شأن توقف خدمات التمنیع، حتى ولو لفترة قصیرة، أن یزید من أعداد الأشخاص المعرضین للإصابة، ویرفع من احتمال وقوع الأمراض التي یمكن توقیھا باللقاحات والتي قد تتحول إلى فاشیات، كالحصبة. وقد تؤدي مثل ھذه الفاشیات التي یمكن توقیھا باللقاحات، إلى ارتفاع معدلات المراضة والوفیات، بین الرضع الصغار بالدرجة الأولى، وبین غیرھم من الفئات سریعة التأثر، الأمر الذي یمكن أن یتسبب في إلقاء عبء أكبر على عاتق النظم الصحیة المنھكة أصلا جراء الاستجابة لمقتضیات جائحة كوفید – 19 .

وما من شك في أن الارتفاع الكبیر لاحتمال وقوع فاشیات لأمراض یمكن توقیھا باللقاحات، یحتّم على البلدان الحفاظ على استمراریة خدمات التمنیع حیثما أمكن تقدیم تلك الخدمات في ظل ظروف مأمونة. وغنيّ عن القول، أن الوقوعات السابقة لفاشیات الأمراض وحالات الطوارئ الإنسانیة، قد أكدت مدى أھمیة الحفاظ على الخدمات الصحیة .  وكذلك أھمیة الإشراك الفعال للمجتمعات المحلیة في أعمال تخطیط وتقدیم الخدمات . ومع ذلك، فإن تعقیدات الموقف، واتساع نطاق الاستجابة لمقتضیات جائحة كوفید – 19 في جمیع أنحاء العالم، من حیث التباعد الجسدي الإلزامي ، والآثار الاقتصادیة على الأسر المعیشیة، تعد أموراً غیر مسبوقة بالنسبة للصحة العمومیة.

المبادئ  التوجیھیة

  1. یعد التمنیع واحداً من الخدمات الصحیة الأساسیة التي ینبغي منحھا الأولویة في مجال الوقایة من الأمراض المعدیة، والحفاظ على استمراریتھا أثناء وقوع جائحة كوفید – 19 ،كلما أمكن ذلك.  وقد یتطلب الأمر مواءمة استراتیجیات توفیر خدمات التمنیع، التي یتعین أن تجرى في ظل ظروف مأمونة، دون وقوع أضرار لا داعي لھا، سواء للعاملین الصحیین، أو للقائمین على رعایة الأطفال الخاضعین للتطعیم، أو للمجتمع المحلي.
  2. ینبغي استمرار أنشطة ترصد الأمراض التي یمكن توقیھا باللقاحات وتعزیزھا، بغرض إتاحة الاكتشاف المبكر لحالات الإصابة  بھا والتدبیر العلاجي لھا، والإسھام، كلما أمكن، في ترصد حالات الإصابة بعدوى كوفید – 19.
  3. ینبغي للسلطات الوطنیة مواصلة رصد دینامیات مرض كوفید – 19 في القطر أو الإقلیم التابع لھا. وللفرق الاستشاریة التقنیة الوطنیة المعنیة بالتمنیع دور مھم في تقدیم المشورة فیما یتعلق بمواصلة خدمات التمنیع، ومواءمتھا، وإیقافھا و / أو إعادة تقدیمھا.
  4. إذا تأثر تقدیم خدمات التمنیع سلباً جراء جائحة كوفید – 19 ،فسوف یتعین على البلدان أن تضع الاستراتیجیات اللازمة لإجراء التطعیم الاستدراكي، خلال الفترة التي تلي انتھاء الفاشیة، وأن تعد خططاً لترقب التعافي التدریجي في ھذا الشأن. وسوف یتطلب تنفیذ أنشطة التمنیع الاستدراكي وضع استراتیجیات لتتبع الأفراد الذین فاتتھم التطعیمات ومتابعتھم، وتقییم الفجوات المناعیة، وإعادة ترسیخ الطلب المجتمعي على تلك الخدمات. وسوف تكون ھناك حاجة إلى الابتكار والإبداع في ھذا المجال.
  5. استنادا إلى الفھم الحالي لسرایة الفیروس المستجد ،والتوصیات المتعلقة بالتباعد الجسدي، فإنه ینبغي تعلیق حملات التطعیم الجماعي بشكل مؤقت. وعلى البلدان القیام، على فترات منتظمة، بمراقبة الموقف وإعادة تقییمه، من حیث مدى ضرورة تأخیر حملات التطعیم الجماعي.
  6. إن إجراء حملات التطعیم الجماعي استجابة لمقتضیات فاشیة مرضیة، یتطلب تحلیلاً دقیقاً للمخاطر مقابل المنافع، وفقا لكل حالة على حدة، فیما یتعلق بتقییم مخاطر الاستجابة المتأخرة مقابل المخاطر المرتبطة بالاستجابة الفوریة، من حیث المراضة والوفیات المرتبطة بالأمراض التي یمكن توقیھا باللقاحات، ومن حیث التأثیر المحتمل لمزید من سرایة الفیروس المسبب لمرض كوفید 19.
  7. ینصح بتطعیم العاملین الصحیین، والبالغین الأكبر عمرا، والحوامل ضد الإنفلونزا، كلما كان ذلك ممكناً.

المصدر :

https://apps.who.int/iris/bitstream/handle/10665/331590/WHO-2019-nCoV-immunization_services-2020.1-ara.pdf

مقالات شائعة

Exit mobile version