طبيبة قلب متفرغة ، مديرة مشاركه لبرنامج المرأة في مجموعة Lown))للقلب والأوعية الدموية.
ترجمة وإعداد : د.بسام درويش
غالبًا ما يتم اكتشاف ما قبل السكري متأخرًا أو بالصدفة لدى زيارة طبيب حكيم، وهي حالة يكون فيها مستوى السكر في الدم مرتفعًا ولكنه ليس مرتفعًا بما يكفي لاعتباره مرضًا سكريًا. وهذا قد يعرض المصاب بما قبل السكري لخطر أكبر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وحتى الوفاة المبكرة، وفقًا لدراسة نشرت في عدد 18 يوليو 2020 من مجلة (BMJ). والتي اعتمدت على تحليل بيانات 10 ملايين شخص طيلة عشر سنوات، وقد تبين أن ما قبل السكري يزيد من خطر الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة لا تقل عن 15%، ومن أي سبب آخر بنسبة 13% .
وأشارت الدراسة إلى أن خطر الوفاة كان أعلى في الأشخاص الذين لديهم ما قبل السكري إضافة إلى نقص التروية القلبية ، إذ زاد خطر الوفاة بنسبة 40% تقريبًا في غضون فترة لا تزيد عن ثلاث سنوات.
وتجدر الإشارة إلى أن اكتشاف ما قبل السكري يساعد على خفض الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والوقاية منها والتقليل من مخاطرها .
وفي حال عدم تدبير حالة ما قبل السكري ، فإنها غالباً ما تتطور إلى داء السكري الذي إن لم يسيطر عليه وتتم إدارته بشكل جيد ، فقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية ، والعمى ، وقصور الكلية وبتر الأطراف واعتلال الأعصاب وغير ذلك من المضاعفات التي تؤدي للعجز أو الوفاة.
ما قبل السكري
ما قبل السكري هي الحالة التي يكون فيها مستوى السكر في الدم أو A1C —متوسط مستويات السكر في الدم — أعلى من المعدل الطبيعي ولكنه ليس مرتفعًا بما يكفي لتشخيص مرض السكري.
و حسب التقارير والإحصائيات يقدر أن 84.1 مليون شخص بالغ في سن 18 عامًا أو أكثر (33.9 في المائة من البالغين في الولايات المتحدة) لديهم ما قبل السكري 23.1 مليون شخص بالغ (48.3 في المائة) من عمر 65 عامًا أو أكثر لديهم مقدمات السكري.
وبكل أسف نقول إن النسبة قريبة لدينا ، والمشكلة تكمن في أن هؤلاء الأشخاص المصابين بما قبل السكري لا يدرون بإصابتهم ، وهنا تكمن الخطورة.
والجانب المشرق يتمثل في أن الكثير من الدراسات بما في ذلك دراسة نشرت مؤخرًا في
المجلة الأميركية لأمراض القلب (JAMA Cardiology) ، أكدت على أهمية القيام بتغييرات بسيطة وبشكل تدريجي في نمط الحياة ، ما يساهم في التقليل من المخاطر الصحية الناجمة عن حالة ما قبل السكري ، والسكري ، بما في ذلك الوفاة والإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية.
الحياة بسيطة
الحياة بسيطة ، فلماذا نعقدها ونسير باتجاه مغاير للصحة حيث يكمن المرض ومتاعبه الجسدية والنفسية ؟
فيما يلي بعض النصائح البسيطة القابلة للتحقيق سواء أكان لديك مرض السكري أو غيره أم لا:
راقب ضغط الدم، بحيث يبقى ضمن المعدل الطبيعي ( 120/80 ملم زئبق ) ،أو أقل هو الأفضل.
السيطرة على الكوليسترول. بحيث يكون الكوليسترول الكلي أقل من 200 ملغ / ديسيلتر.
راقب نسبة السكر في الدم. و بالتحديد نسبة HbA1c (متوسط قياس نسبة السكر في الدم خلال الأشهر الثلاثة الماضية)، إذ يجب أن يكون أقل من 5.7% في حالة ما قبل السكري، أو أقل من 6.5% في حالة السكري من النوع الثاني .
أكثر من الحركة ، ومارس التمارين الرياضية ، بمعدل 150 دقيقة في الأسبوع من النشاط المعتدل الكثافة أو 75 دقيقة في الأسبوع من النشاط القوي.
تناول الطعام بشكل أفضل. وهذا يعني تناول ما لا يقل عن 4.5 أكواب من الفواكه والخضروات يوميا.
خفض الوزن ضمن الحدود الطبيعية ، يفضل أن يكون مؤشر قياس كتلة الجسم (BMI) أقل من 25.
توقف عن التدخين ، ومن ثم ستحسن نوعية حياتك بشكل مختلف، ناهيك عن خفض خطر الإصابة بالسرطان، وأمراض الرئة الانسدادية، بل أكثر من ذلك بكثير.