نتعرض للإجهاد جراء ضغوط الحياة اليومية المتراكمة ، وتجاربنا السابقة وخبراتنا ومهاراتنا هي التي تحدد لنا الاتجاه والتأثيرات الناجمة عن الإجهاد ، فالبعض يتأثر سلباً بسبب المشاكل البسيطة اليومية ، والحالات العاطفية ونقص الموارد المختلفة ، ولا نتكلم هنا عن الموارد المالية بل المعرفية والخبرات التي تساعدنا على التعامل مع أي ضغط أو توتر أو حالة بما يسمى برد الفعل “القتال أو الهروب” الذي خدم أسلافنا بشكل جيد، ولكن في عصرنا الحالي ، بسبب الضغوطات المتكررة والمتراكمة التي تصبح مثل كرة الثلج ، يٌحْدث الإجهاد تأثيرات سلبية على صحتنا الجسدية والنفسية ، ويوجه عقولنا عن التفكير المنطقي ، ولهذا فإن ردود الفعل لا تكون مناسبة في كثير من الأحيان ، والتوتر رسالة واضحة وجرس إنذار ، لكن بكل أسف نقول إن نسبة ليست كبيرة هي من يستجيب لهذا الجرس ، ويدرك أهمية هذه الرسالة .
التأثيرات الصحية
أثناء الإجهاد يستجيب الجسم للتنبيهات العصبية والتغيرات الكيميائية والهرمونية ، لهذا نجد أن القلب يتسرع ، والتنفس يصبح أسرع ، والعضلات تتوتر ، وينجم عن تغيرات أخرى الشعور بآلام في المعدة أو الصداع ، ومشاكل في النوم ، وآلام في أسفل الظهر ، وضعف الجهاز المناعي ، وبالتالي يصبح الجسم تدريجياً فريسة سهلة للعوامل الممرضة ، والإصابة بمختلف الأمراض ، ويضطرب المزاج ، ومع بقاء تلك المشاكل دون حلول عملية ، يدخل المريض في حلقة معيبة من الاضطرابات الجسدية والنفسية التي توهن النفس ، وتضعف الجسم ، ما يهدد صحة الجسم ، وينعكس ذلك على الانتاج في العمل ، والعلاقات في الأسرة ، ومع الأصدقاء والزملاء ، وبالتالي على جودة الحياة .
وبسبب القلق، وعدم وجود الدافع، ومشاكل الغضب، والاكتئاب، والسلوك المعادي للمجتمع الصغير أو الكبير ، فقد يلجأ الشخص إلى تعاطي المخدرات والكحول والتبغ ، وتبدأ دوامة الهبوط في تدمير العلاقات الشخصية وعلاقات العمل ، ومع تقدم الإجهاد على المدى الطويل ، يصاب الشخص بارتفاع ضغط الدم الذي يؤدي إلى أمراض القلب مع مرور الوقت.
لا تتردد
لا تتردد في استشارة الطبيب أو طلب المساعدة من المتخصصين في الصحة النفسية والاجتماعية ، ومن الأصدقاء ، لأن عدم اللجوء للاستشارة ،يفاقم المشكلة تدريجياً .
وتذكر أن الإجهاد وأي حالة مرضية لها حلول وهناك إمكانيات عديدة لتدبيرها والسيطرة عليها ، من أجل صحتك ، لأن الصحة نعمة علينا المحافظة عليها .
إدارة الإجهاد
لقد ثبت أن ممارسة الرياضة بشكل يومي ، و تقنيات التأمل المختلفة تساعد على ضبط الإجهاد ، وتحقيق التوازن المطلوب لكي تحافظ على جودة حياتك ، ولا تتركها فريسة الإجهاد وما يمكن أن يسببه .
التنفس العميق
عند ممارسة التنفس العميق، يمكنك تدريب الجسم على الاسترخاء. وهذا يخلق حالة من الراحة العميقة التي يمكن أن تغير كيفية استجابة جسمك للإجهاد. إذ أن التنفس العميق يرسل المزيد من الأكسجين إلى الدماغ ليهدئ الجزء من الجهاز العصبي الذي يتعامل مع قدرتك على الاسترخاء. يمكنك إغلاق عينيك مع وضع يد واحدة فوق معدتك والأخرى على صدرك. ثم خذ نفساً عميقاً من خلال أنفك حتى تشعر أن يدك فوق معدتك ترتفع أكثر من اليد الأخرى فوق صدرك. ثم احبس النفس لحوالي 30 ثانية ، ودع الهواء يخرج ببطء .
النوم
أحد الآثار الجانبية الشائعة للإجهاد هو أنك قد تجد صعوبة في النوم أو اضطرابات في النوم ، وهذا الأمر يفاقم مشكلة الإجهاد لذلك ، يجب أن تكون غرفة النوم هادئة ، ذات إضاءة خافتة ، والسرير والوسادة والأغطية مريحة ، يمكن أخذ حمام فاتر قبل موعد النوم بساعة مثلاً ، وتناول مشروب من الأعشاب الهادئة التي تساعد على النوم .
النظام الغذائي
يمكن تناول الأطعمة التي تساعد على النوم مثل الموز مثلاً ، وتجنب الوجبات السريعة والجاهزة ، و المشروبات الغنية بالسكريات ، والأطعمة المالحة .
مضادات الأكسدة
مضادات الأكسدة لها فوائد عديدة فهي تحمي الخلايا من التلف الذي يمكن أن يسببه الإجهاد المزمن. وهي تتوفر في مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأطعمة مثل الفاصوليا والفواكه والتوت والخضروات والتوابل مثل الزنجبيل و غير ذلك.
ممارسة الرياضة
في البداية، يمكن أن يساعد النشاط البدني في تحسين نومك. والنوم الأفضل يعني إدارة أفضل للإجهاد. وقد تبين أن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة يحصلون نوم مريح وعميق ، وهم أكثر قدرة على إدارة الإجهاد وتجنبه .
ومن التمارين التي ينصح بها الجري ، السباحة، الرقص، ركوب الدراجات الهوائية، أو يمكنك تطبيق هذه النصائح:
استخدم الدراجة بدلاً من القيادة حين الذهاب إلى المتجر.