د.بسام درويش
مستشار في الإعلام الصحي والتطوير الطبي
الاعتماد الصحي هو عملية تخضع من خلالها المؤسسات ومقدمي الرعاية الصحية لتقييم خارجي للتأكد من أنها تلتزم بمعايير محددة للجودة والسلامة ، وهي تختلف عن الترخيص الصحي لممارسة النشاط الصحي ، وهي لا تصدر عن المؤسسة الصحية التي تمنح شهادة السجل الرسمي للترخيص الطبي للمنشأة الصحية .
بالنسبة للمرضى، يعني الاعتماد الصحي ما يلي:
1. تحسين جودة الرعاية: تخضع المرافق المعتمدة لمراجعات منتظمة لضمان تقديمها لرعاية عالية الجودة، مما يؤدي إلى نتائج صحية أفضل للمرضى.
2.ضمان السلامة: يضمن الاعتماد أن يتبع مقدمو الرعاية الصحية بروتوكولات صارمة للسلامة، مما يقلل من مخاطر الأخطاء ويعزز سلامة المرضى.
3.اتخاذ قرارات مستنيرة: معرفة أن المرفق الصحي معتمد يعطي المرضى الثقة في مستوى الرعاية التي سيتلقونها، مما يساعدهم على اتخاذ قرارات أكثر وعيًا بشأن مكان تلقي العلاج.
4. معايير متسقة: يضمن الاعتماد أن تكون الخدمات الصحية متسقة وتلتزم بالمعايير المحددة، مما يوفر للمرضى رعاية موثوقة ومنهجية.
5. تعزيز التواصل: غالبًا ما تتمتع المرافق المعتمدة ببروتوكولات تواصل أفضل، مما يضمن اطلاع المرضى جيدًا على خطط العلاج وأي مخاطر محتملة.
6 .رعاية متمحورة حول المريض: تؤكد عمليات الاعتماد عادة على أهمية الرعاية المتمحورة حول المريض، مما يضمن احترام احتياجات وتفضيلات وقيم المرضى ودمجها في خطط الرعاية الخاصة بهم.
بشكل عام، يوفر الاعتماد الصحي للمرضى ضمانًا بأنهم يتلقون الرعاية من منشأة ملتزمة بالحفاظ على معايير عالية من الجودة والسلامة.
ثقافة مؤسساتية
تعتبر شهادة الاعتماد الصحي من الأدوات المهمة لضمان جودة وسلامة الرعاية الصحية المقدمة في المؤسسات الصحية. ولكن لضمان تحقيق الفوائد القصوى من الاعتماد الصحي، يجب أن تصبح شهادة الاعتماد جزءًا من ثقافة المؤسسات وليس مجرد شهادة تُعلق على الجدار. ومن أهم الشروط التي يجب توفرها لتحقيق ذلك وتعزيز سلامة المرضى.
الالتزام الكامل من القيادة
تبدأ الثقافة المؤسساتية للاعتماد الصحي من القيادة. يجب أن يكون هناك التزام قوي من الإدارة العليا بإدماج معايير الاعتماد في جميع جوانب العمل. يجب على القادة ليس فقط دعم المبادرات المتعلقة بالاعتماد، بل أن يكونوا أيضًا نماذج يحتذى بها في الالتزام بالمعايير والممارسات الموصى بها.
التدريب والتطوير المستمر
التدريب هو عنصر أساسي في تحويل الاعتماد إلى ثقافة مؤسساتية. يجب أن يتلقى جميع الموظفين تدريبًا مستمرًا حول معايير الاعتماد وكيفية تطبيقها في مهامهم اليومية. بالإضافة إلى ذلك، يجب توفير فرص للتطوير المهني والتدريب المتخصص لضمان بقاء الموظفين على اطلاع دائم بأحدث الممارسات والمعايير.
الدمج في العمليات اليومية
يجب أن تُدمج معايير الاعتماد في جميع العمليات اليومية للمؤسسة. من الضروري أن تكون هناك سياسات وإجراءات واضحة تدعم تنفيذ هذه المعايير بشكل متكامل. كما يجب أن تُتبع بروتوكولات الاعتماد في جميع جوانب الرعاية، من تقديم الخدمات الطبية إلى إدارة المستلزمات والموارد.
مراقبة وتقييم الأداء
يجب أن تكون هناك آليات فعالة لمراقبة وتقييم الأداء بشكل دوري. يشمل ذلك إجراء مراجعات داخلية منتظمة للتأكد من التزام المؤسسة بمعايير الاعتماد. ينبغي أيضًا تحليل البيانات المتعلقة بالأداء وتقديم تغذية راجعة لتحسين الجودة بشكل مستمر.
تحفيز وتقدير الأداء
تحفيز الموظفين وتقدير جهودهم هو عنصر حاسم في تعزيز ثقافة الاعتماد الصحي. يمكن تحقيق ذلك من خلال برامج تحفيز وتقدير تشجع الموظفين على الالتزام بالمعايير وتحقيق أهداف الجودة. تقديم المكافآت والتقديرات يعزز من الدافع لدى الموظفين ويشجعهم على تحقيق مستويات أعلى من الأداء.
مشاركة المرضى والمجتمع
ينبغي إشراك المرضى والمجتمع في عملية تحسين الجودة. من خلال الاستماع إلى ملاحظاتهم وتقييم تجاربهم، يمكن للمؤسسات الصحية تحسين خدماتها وضمان تلبية احتياجات المرضى. إشراك المرضى في عملية تقديم الرعاية يعزز الشفافية ويضمن تحقيق معايير الجودة بشكل أفضل.
تطوير ثقافة التحسين المستمر
تطوير ثقافة التحسين المستمر يعني أن المؤسسة لا تكتفي بالامتثال لمعايير الاعتماد فقط، بل تسعى أيضًا لتجاوزها. يجب أن تكون هناك رؤية واضحة لتحسين الأداء وجودة الرعاية بشكل دائم، وليس فقط للامتثال للمعايير المحددة.
الاتصال الفعال
الاتصال الفعال بين جميع مستويات المؤسسة هو شرط أساسي لتحقيق ثقافة الاعتماد الصحي. يجب أن تكون هناك قنوات مفتوحة للتواصل بشأن معايير الاعتماد والتحديثات والتغييرات في السياسات والإجراءات. يعزز التواصل الفعال من فهم الموظفين لأهمية المعايير ويساعد في حل أي قضايا قد تطرأ.
الالتزام ومشاركة المرضى
من يصنع الاستراتيجية هم العملاء والمرضى بشكل أساسي ، ولهذا نقول إن تحويل شهادة الاعتماد الصحي إلى ثقافة مؤسساتية يتطلب التزامًا جادًا من القيادة، وتدريبًا مستمرًا، ودمجًا في العمليات اليومية، ومراقبة الأداء، وتحفيز الموظفين، ومشاركة المرضى، وتطوير ثقافة التحسين المستمر، واتصالًا فعالًا. من خلال تحقيق هذه الشروط، يمكن للمؤسسات الصحية ضمان تحقيق الفوائد القصوى من الاعتماد الصحي وتعزيز سلامة المرضى بشكل فعال.