يعتقد البعض أن التحاليل المخبرية والاستقصاءات الشعاعية تطلب حين الإصابة بالمرض، وهذا الاعتقاد خاطئ، إذ أنها يفضل أن تجرى في حالة الصحة من أجل المراقبة الدورية، والكشف الباكر لأي حالة مرضية، خصوصاً أن الكثير من الحالات المرضية تكون في بداياتها صامتة سريرياً. ولهذا تعتبر الفحوص الدورية جانب أساسي من جوانب الرعاية الصحية الوقائية.
تسمح الفحوصات الروتينية أيضا للأطباء بمقارنة نتائج الاختبار بمرور الوقت، مما يزيد من فرص منع حدوث مشكلة محتملة عن طريق التدخلات مثل الأدوية أو تغيير نمط الحياة.
يتغير نوع الفحوصات الروتينية التي قد يحتاجها الشخص مع التقدم في العمر، ويعتمد ذلك على التاريخ الطبي الشخصي والعائلي، وكذلك على عوامل خطر لأمراض معينة. على سبيل المثال، لا يحتاج معظم الشباب إلى تنظير القولون بانتظام، ولكن إذا كان هناك تاريخ عائلي من الاورام الحميدة أو سرطان القولون، يوصي الأطباء بأن يصبح الاختبار جزءا منتظما من رعايتك الصحية. وجود تاريخ عائلي قد يجعلك أيضا مرشحا جيدا للاختبارات الجينية، التي يمكن أن تحدد ما إذا كنت معرضا لخطر كبير للإصابة بأمراض معينة.
في حين أن العديد من الفحوصات الروتينية مهمة بغض النظر عن هويتك، إلا أن هناك اختبارات إضافية خاصة بصحة الرجال (مثل فحص PSA لسرطان البروستاتا) أو صحة المرأة (التصوير الشعاعي للثدي أو مسحات عنق الرحم) .
الفحص الدوري يجب أن يصبح جزءا منتظما من الرعاية الصحية الوقائية.
ما هو الفحص الطبي؟
هو اختبار روتيني يجريه طبيب أو أخصائي طبي لتقييم صحة الشخص. من خلال سلسلة من الفحوصات الطبية، سيعرف الشخص أجزاء الجسم التي تحتاج إلى مزيد من الاهتمام لمعالجة أي أعراض أو مخاوف أخرى متعلقة بالصحة بمساعدة طبيبه.
يبدأ بأخذ التاريخ الشخصي و / أو الطبي للشخص والمعلومات الأخرى ذات الصلة، بما في ذلك العمليات السابقة أو الإجراءات الطبية، والأمراض أو الحالات الصحية السابقة والحالية، وقائمة بجميع الأدوية الحالية، والعادات، ونمط الحياة ، وما شابه ذلك.
استخدام سماعة الطبيب لفحص القلب والرئتين والأمعاء والاستماع إليها
فحص أجزاء مختلفة من الجسم بحثا عن كتل غير عادية في البطن، والشعور بالغدد الليمفاوية في الرقبة أو تحت الإبطين أو الفخذ
الحصول على قياسات الطول والوزن للشخص
فحص ضغط الدم لمعرفة ما إذا كان طبيعيا أو مرتفعا أو منخفضا
الاختبارات المعملية مثل تعداد الدم الكامل للتحقق من وجود حالات مختلفة، واختبار الدم للتحقق من مستويات الكوليسترول والجلوكوز ، وتحليل البول لمراقبة صحة الكلى والمسالك البولية
في بعض الحالات، قد يجري الطبيب فحصاً متقدماً مثل الأشعة السينية، والتصوير المقطعي بالكمبيوتر، وتخطيط كهربية القلب أو نشاط القلب، واختبارات إجهاد القلب، وما شابه ذلك اعتمادا على التاريخ الطبي للشخص واحتياجاته الخاصة.
لماذا؟
الفحوصات الدورية في حالة الصحة تمنحك الفرصة للتمتع بالعافية، والتدبير الباكر لأي حالة مرضية حال اكتشافها، وفرصة مثالية للتواصل مع الطبيب وبناء علاقة طويلة الأمد لرسم خريطة طريق لحياتك الصحية، واتخاذ التدابير الوقائية ضد الأمراض .
متى؟
إذا كنت بصحة جيدة يمكن القيام بزيارة الطبيب للقيام بالفحوصات الأساسية اعتباراً من عمر العشرين، ويمكن تكرار هذا الفحص مرة كل سنتين إن لم يكن هناك أي قصة مرضية، واعتباراً من عمر الأربعين يمكن أن تصبح الزيارات مرة كل سنة.
كيف؟
عادة يفحص الطبيب المريض من أعلى رأسه إلى أسفل قدميه، وحسب العمر والتاريخ الطبي والعائلي، يتم التركيز على بعض الفحوصات الأخرى حسب حالة الشخص. وبالطبع نود أن نشير إلى أن الطبيب يطرح أسئلة على المريض قد تكون محرجة مثل ” هل تتناول الكحول؟ هل هناك علاقة جنسية؟ هل هناك مشاكل عائلية؟ الحالة المادية وطبيعة العمل، والعلاقات داخل الأسرة ، وهل تتناول أي أدوية أو منشطات أو مخدرات ؟ وغير ذلك من الأسئلة التي تصب في مصلحة الشخص الزائر للطبيب.
ماذا بعد؟
يعطيك طبيبك إرشادات للحياة الصحية من حيث صلتها بأي مشكلات تواجهها. وسيعطيك تقريراً مختصراً عن حالتك الصحية ، يبين لك الأهداف والتوقعات الصحية، والنصائح التي تتعلق بمخاوفك الصحية، واللقاحات الواجب أخذها في مواعيدها المحددة ، وموعد الزيارة التالية .
“حتى لو كان الشخص لا يعاني من مشاكل صحية حالية ، فإن الفحص الدوري يمنحنا فرصة لتحديد ما قد يحدث في المستقبل ، حتى نتمكن من الاستعداد له ومعالجته لاحقا”.
الوقاية أولاً الآن أكثر من أي وقت مضى، تعد الرعاية الصحية الوقائية ضرورية لتولي مسؤولية رفاهية المرء. من خلال الفحص الدوري ، يكون الناس أكثر اطلاعاً على حالة أجسامهم ، و عوامل الخطر النوعية ، وكيفية العمل على منع المشكلات الصحية الشديدة.
ما هي فوائد الفحص الطبي المنتظم؟
فيما يلي أسباب مقنعة تجعل الأفراد بحاجة إلى زيارة أطبائهم الموثوق بهم وإجراء فحصهم البدني الروتيني مرة واحدة على الأقل في السنة.
1. الكشف الباكر
تسمح الفحوصات الطبية المنتظمة للأطباء بالتشخيص الباكر لأي حالة مرضية، وبالتالي إدارة الحالة المرضية ومنع حدوث مضاعفاتها .
2. زيادة فرص الحصول على علاج وشفاء أفضل
يمكن أن تتراكم بعض الأمراض التي تهدد الحياة تدريجيا في الجسم حتى قبل ظهور الأعراض الجسدية. مع الكشف المبكر، سيكون لدى الشخص فرص أكبر للحصول على العلاج المناسب على الفور والوصول مبكراً إلى الخيارات التي قد تسرع عملية الشفاء.
3. تتبع الصحة
لا ينبغي للمرء أبدا أن يهمل صحته، وكونه بصحة جيدة يتجاوز عدم المرض. من خلال الفحوصات الطبية المنتظمة، يمكن للفرد الوصول إلى المعلومات الحيوية التي ستساعده على مراقبة صحته الجسدية والعقلية والعاطفية حتى يتمكن من اتخاذ إجراءات واتخاذ قرارات حكيمة من أجل رفاهيته.
4. خفض تكاليف الرعاية الصحية مع مرور الوقت
يمكن أن ترتفع التكاليف الطبية بشكل كبير، خاصة عندما يتعامل المرء مع حالة تم اكتشافها في مرحلة شديدة أو خطيرة لأنه لم يتم تشخيصها في وقت مبكر. من الأفضل الاستثمار في الفحوصات الطبية المنتظمة للوقاية من الأمراض وتجنبها وإدارتها في مراحلها المبكرة.
5. بناء علاقة جيدة مع الأطباء
من خلال الفحوصات البدنية والفحوصات المنتظمة، يمكن للشخص تطوير علاقة مع طبيبه مبنية على الثقة المتبادلة. وبهذه الطريقة، لن يكون من الصعب عليهم إجراء محادثات مفتوحة وصادقة حول تاريخهم الطبي أو ظروفهم، والتي يمكن أن تساعد في تمهيد الطريق لإدارة طبية وعلاج أكثر كفاءة.
6. تعزيز العمر والرفاهية
يشجع الطبيب الجيد المريض على أن يكون أكثر استباقية واتخاذ الخطوات الصحيحة للبقاء بصحة جيدة. ويشمل ذلك توصيات حول كيفية الحفاظ على عادات جيدة ونمط حياة صحي بشكل عام.
ابق على اطلاع
تلعب الفحوصات الطبية المتسقة دوراً أساسياً في الحفاظ على العافية العامة وراحة البال والاستقرار على المدى الطويل. وليس هناك وقت أفضل من الآن لاتخاذ خطوات ملموسة وتدابير صحية وقائية.