توصي دراسة حديثة بضرورة عدم إعطاء أدوية السكري من فئة ( SGLT2) لمرضى كوفيد 19 ، بسبب مخاطر الإصابة بالسكري الكيتوني أو الحماض الكيتوني (DKA)، و هي حالة خطيرة من مضاعفات السكري . وأثبتت الدراسة ذلك من خلال الإبلاغ عن ثلاثة مصابين بمرض السكري الذين تم إدخالهم إلى المستشفى بسبب إصابتهم بالحماض الكيتوني السكري وكانوا يستخدمون دواء “داباجليفلوزين” ، وهو من فئة ( SGLT2).
وتجدر الإشارة إلى أن دواء “داباغليفلوزين” الذي تمّ تطويره من قبل شركة “أسترازينيكا” AstraZeneca ، وحصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية ووكالة الأدوية الأوروبية، يؤدي إلى خفض خطر الإصابة بقصور القلب أو حالات الوفاة الناتجة عن أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 17 %، ويساعد على التحكم في مستوى السكر في الدم، ويحسّن وظائف القلب والأوعية الدموية والكلى، بما في ذلك التخلص من الوزن الزائد، و خفض ضغط الدم ويقلل خطر الوفيات القلبية الوعائية لدى مريض السكري.
وبالطبع لتحقيق النتائج الجيدة يجب أن يترافق إعطاء الدواء مع ممارسة التّمارين الرّياضيّة و الالتزام بالنظام الغذائي المناسب للمريض ، ومراجعة الطبيب بشكل دوري .وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأدوية تعمل على منع الكلية من إعادة امتصاص السكر وطرحه في البول بدلاً عن إرجاعه إلى الدّم.
” إعطاء هذه الفئة من خافضات السكر محظور في حالة الشدة الجسمية والعناية المركزة ومنها الآفات التنفسية الحادة والقصور التنفسي، وإصابة فيروس Covid _19 تدخل ضمن هذا الإطار” .
قيد التقييم
ومن جانب آخر تهدف دراسة ( DARE – 19 ) المموّلة من قبل شركة أسترا زينيكا ومعهد القلب الأمريكي في سانت لوك ، إلى تقييم فعالية دواء “داباجليفلوزين” في تقليل مخاطر تطور المرض والمضاعفات الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد بما في ذلك تقليل نسبة الوفيات لدى مرضى السكري من النوع 2، وأمراض القلب والأوعية الدموية، و أمراض الكلية المزمنة أو المعتدلة الإصابة .
وهذه الدراسة أثارت جدلاً بين الباحثين. وفي هذا الصدد قال الباحث الرئيسي في دراسة ( DARE – 19 ) الدكتور ميخائيل كوسيبورود طبيب الأمراض القلبية في معهد القلب الأمريكي في سانت لوك بمدينة كانساس “المرضى الذين يعانون من مرض COVID-19 وأمراض القلب والأمراض الاستقلابية الغذائية الأساسية هم أكثر تعرضاً لخطر المضاعفات المرضية، و ما نأمله من خلال الدراسة ، هو الحدّ من تفاقم المرض، ومنع حدوث القصور في وظائف القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي والكلى، التي تعتبر من المضاعفات الشائعة لدى مرضى COVID-19” .
سلامة المريض أولاً
ومن جانب آخر يقول الدكتور بارثا كار المدير السريري لمرضى السكري في هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية ” إذا تم إرسال مريض كوفيد 10 إلى المستشفى يجب التوقف عن تناول مثبطات SGLT2 على الفور”.
وقد أكد باحثون آخرين لـ ” ميدسكيب ” على أن إعطاء مثبطات ” SGLT2 ” للمرضى في الدراسة الجديدة ” DARE-19 “ هو اقتراح خطير لأن هذه الأدوية يمكن أن تحفز حدوث الحمّاض الكيتوني أثناء الإجهاد من المرض الحاد مثل مرض COVID-19 وعلاوة على ذلك، يرتبط الحماض الكيتوني مع فرط تخثر الدم ما يعرض المريض لمخاطر ومضاعفات تجلط الدم مع السكتات الدماغية انسداد الأوعية الكبيرة في المرضى الشباب.
مخاوف ومخاطر
عندما طُلب من القائمين على هذه الدراسة معالجة هذه المخاوف، قال كوسيبورود لـ ” Medscape Medical News” ، ستقيّم دراسة DARE-19 فعالية وسلامة dapagliflozin لدى مجموعات المرضى في بيئة مراقبة عن كثب. ويستبعد بروتوكول التجربة :
المرضى الذين يعانون من السكري من النوع الأول .
المعرضين لخطر كبير بالنسبة الإصابة بالسكري الكيتوني ” DKA ” .
“وعلاوة على ذلك، يتضمن البروتوكول تعليمات محددة مفصلة لضمان الرصد الدقيق لمريض السكري ، بما في ذلك التقييمات المتكررة للحالة الحامضية القلوية في المستشفى. وسيتم رصد بيانات السلامة عن كثب من قبل لجنة مستقلة لمراقبة البيانات”.
وأشار كوسيبورود أيضًا إلى أنه “لا توجد حاليًا معلومات يتم جمعها بشكل منهجي حول استخدام dapagliflozin أو أي مثبط SGLT2 الآخر في المرضى الذين يعالجون من COVID-19 ، بما في ذلك الفوائد المحتملة المرتبطة بذلك ، والمخاطر المحتملة مثل DKA ، و مقارنة هذه الفوائد والمخاطر المحتملة”.
معايير أساسية
تم تصميم دراسة DARE-19 على 900 شخص بالغ مصاب بمرض كوفيد 19 المؤكدة ، و نسبة تشبع الأكسجين 94% ، وستنتهي الدراسة في ديسمبر 2020.
وتشمل معايير قبول المرضى في الدراسة:
التاريخ الطبي.
ارتفاع ضغط الدم.
مرض السكري من النوع 2.
مرضى القلب والأوعية الدموية بما في ذلك قصور القلب.
المرحلة 3-4 من أمراض الكلى المزمنة .
وتشمل معايير الاستبعاد أيضاً:
الذين يتناولون SGLT2.
مرض السكري من النوع 1.
أمراض الكلى المزمنة الشديدة.
مرضى كوفيد 19 الخطرين .
سيعطى المرضى في الدراسة DARE-19 دواء dapagliflozin بمعدل 10ملغ / يوم أو الدواء الوهمي لمدة 30 يوماً، بالإضافة إلى الرعاية القياسية في المستشفى،