Connect with us

أعراض وأمراض

التحديات النفسية والاجتماعية المرتبطة بالسرطان ( الجزء الخامس )

متلازمة الإرهاق لدى الفريق الطبي

ترجمة وتحرير: د. بسام درويش


يواجه الفريق الطبي المتخصص في علاج السرطان تحديات كبيرة تؤثر على صحته النفسية والجسدية.إذ إن طبيعة العمل في مجال الأورام تتطلب مواجهة ضغوط عالية بشكل مستمر، مما يزيد من خطر التعرض لمتلازمة الإرهاق. هذا الجزء من المقال يتناول متلازمة الإرهاق لدى أخصائيي الأورام، وتأثير التواصل بين المريض والطبيب على تحسين جودة العلاج، والسبل الممكنة للتخفيف من هذه الضغوطات.

متلازمة الإرهاق لدى الفريق الطبي
بالإضافة إلى مقدمي الرعاية، يؤثر أخصائيو الأورام، مثل الأطباء والممرضات والمعالجين وغيرهم من الموظفين الطبيين، بشكل كبير على حياة مرضى السرطان. إنهم المصدر الرئيسي للمعلومات والخدمات الطبية، ويحافظون على التواصل مع المرضى والناجين لفترات طويلة. لذا، فإن مهارات التواصل وأداء العمل لهذه المجموعة أمر بالغ الأهمية. مع ذلك، فإن العمل في مجال الصحة يتضمن تحديات كبيرة لهؤلاء المهنيين، خاصة مع الأعباء الزائدة التي فرضتها جائحة كوفيد-19.

في أستراليا، أفاد 69.6٪ من العاملين في الرعاية الصحية بأنهم يعانون من مستويات معتدلة إلى شديدة من الإرهاق. وكشفت دراسة استقصائية للطاقم الطبي للأورام في سنغافورة أن 49٪ من المشاركين لم يتمكنوا من أداء عملهم كما كانوا قبل الجائحة، وأن 33٪ كانوا معرضين لخطر الضيق. في استطلاع آخر شمل أخصائيي الأورام في 101 دولة، أبلغ 67٪ منهم عن تغييرات في واجباتهم المهنية منذ تفشي كوفيد-19، وعانى 38٪ منهم من الإرهاق.

مشكلة التواصل بين المريض والطبيب
يتضمن التواصل بين المريض والطبيب أثناء الاستشارة الطبية التفاعل بين الأطباء والمرضى وعائلاتهم حول المرض، والتشخيص، والعلاج، واستعادة الصحة، والعوامل الأخرى ذات الصلة، مثل التكاليف والخدمات الطبية. تحسين التواصل بين مقدمي الرعاية الصحية والمرضى يرتبط بنتائج إيجابية عديدة، بما في ذلك تحسين الظروف الصحية وزيادة الالتزام بالعلاج.

للأسف، قد يكون لدى الأطباء تصورات أكثر تفاؤلًا لمهارات التواصل لديهم مقارنة بما يراه المرضى. لذا، يوجد اتفاق عام على أن يصبح مقدمو الرعاية الصحية أكثر تعاطفًا وصبرًا، وأن ينفذوا مهارات تواصل محسنة، ويتلقوا تدريبًا على إجراء محادثات موجهة نحو المريض.

بصرف النظر عن التواصل العام، فإن نقل الأخبار السيئة للمرضى حديثي التشخيص ومقدمي الرعاية لهم يمثل تحديًا خاصًا وصعبًا لأطباء الأورام. تُستخدم نماذج مثل بروتوكول SPIKES ونموذج SHARE لتوجيه الأطباء في كيفية نقل الأخبار السيئة بطريقة تقلل من الضغط على المرضى والموظفين الطبيين.

متلازمة الإرهاق العاطفي
تتألف متلازمة الإرهاق من ثلاثة أبعاد:

  • الإرهاق العاطفي.
  • تبدد الشخصية.
  • انخفاض الإنجاز الشخصي.

 تحدث هذه المتلازمة نتيجة للإجهاد المزمن، وهي ضارة لكل من المؤسسات والأفراد. ففي المؤسسات، يمكن أن يؤدي الإرهاق إلى زيادة معدل دوران الموظفين وانخفاض المشاركة. أما بالنسبة للأفراد، فقد يؤدي إلى الاكتئاب والقلق والغضب والمشاكل الصحية. في عام 2019، أدرجت منظمة الصحة العالمية الإرهاق في التصنيف الدولي للأمراض، مشيرة إلى أنه قد يتسبب في تزايد طلبات الحصول على الخدمات الصحية.

نظرًا لطبيعة عملهم، فإن المهنيين الموجهين نحو دعم الآخرين، مثل أخصائيي الرعاية الصحية، هم الأكثر عرضة لخطر التعرض للإرهاق. أخصائيو الأورام، على وجه الخصوص، معرضون لخطر كبير للإرهاق، حيث كشفت دراسة عن أن 39٪ من المتخصصين الصينيين في علم الأورام في بداية حياتهم المهنية قد عانوا من الإرهاق. كما أظهرت مراجعة منهجية أن ممرضات الأورام يعانين من مستويات عالية من الإرهاق العاطفي والشعور بانخفاض الإنجاز الشخصي.

تعاون الجميع
لدى مرضى السرطان والناجون منه  تدهور في مفهوم الذات، واضطراب صورة الجسم، وتدهور العلاقات الاجتماعية أثناء التعامل مع التحديات اليومية الناجمة عن المرض. بالإضافة إلى ذلك، يتعرض مقدمو الرعاية لأعباء جسدية ونفسية واجتماعية كبيرة. يعد تحسين التواصل بين المريض والطبيب والتغلب على الإرهاق تحديين رئيسيين يواجهان أخصائيي الرعاية الصحية للأورام. من المهم أن يكون أخصائيو الرعاية الصحية على دراية بالعقبات النفسية والاجتماعية التي يواجهها المرضى ومقدمو الرعاية، وأن يتفاعلوا بشكل ملائم لتحقيق أفضل النتائج للجميع.

المصدر:

https://gpsych.bmj.com/content/35/5/e100871

Continue Reading

مقالات شائعة