د.بسام درويش
مستشار في الإعلام الصحي والتطوير الطبي
تعتبر الجودة ومراقبة وتقييم الأداء من العناصر الحيوية التي لا يمكن الاستغناء عنها في المستشفيات والمؤسسات الصحية. هذه العناصر تشكل الأساس لضمان تقديم خدمات صحية تتماشى مع الاستراتيجيات المرسومة وتحقيق الأهداف المرجوة، بما في ذلك تحسين نوعية الخدمات وضمان سلامة المرضى.
وفي هذا المجال يلعب التواصل الداخلي الفعال دورًا حاسمًا في تحسين نوعية الخدمات وتقليل الأخطاء الطبية وتعزيز سلامة المرضى. يشمل التواصل الفعّال تبادل المعلومات بوضوح ودقة بين جميع أعضاء الفريق الطبي والإداري، وكذلك بين المريض والطبيب. يُعد هذا النوع من التواصل أداة قوية لتحقيق التميز في تقديم الرعاية الصحية وضمان تحقيق أفضل النتائج الممكنة.
1. التواصل بين الفريق الطبي والإداري:
أ. تحسين التنسيق والتعاون:
التواصل الجيد بين الأطباء والممرضين والإداريين يساهم في تحسين التنسيق بين مختلف الأقسام والوحدات داخل المستشفى. هذا التنسيق يساعد في توفير رعاية متكاملة وشاملة للمرضى، مما يؤدي إلى تحسين جودة الخدمة.
**ب. تقليل الأخطاء الطبية:
تنجم العديد من الأخطاء الطبية عن سوء التواصل أو نقص المعلومات. و التواصل الفعّال بين الفريق الطبي والإداري يقلل من هذه الأخطاء من خلال ضمان تبادل المعلومات الحيوية بشكل دقيق وفي الوقت المناسب.
ج. تحسين الكفاءة التشغيلية:
عندما يتواصل الفريق الطبي والإداري بشكل فعال، يتم تحسين الكفاءة التشغيلية للمستشفى. يمكن حل المشاكل بسرعة واتخاذ القرارات بشكل أسرع وأكثر فعالية، مما يؤدي إلى تحسين تجربة المرضى.
د. تعزيز بيئة العمل:
بيئة العمل التي تتميز بتواصل جيد تعزز من معنويات الموظفين وتزيد من رضاهم. ولا شك أن الموظف الذي يشعر بأنه جزء من فريق متكامل ومتواصل يكون أكثر فعالية في تقديم رعاية عالية الجودة.
2. التواصل بين المريض والطبيب:
أ. بناء الثقة والاحترام:
يساهم التواصل الجيد بين المريض والطبيب في بناء الثقة والاحترام المتبادل. عندما يشعر المرضى بأن أطبائهم يستمعون إليهم ويفهمون احتياجاتهم، يكونون أكثر استعدادًا للالتزام بخطط العلاج المقررة.
ب. تحسين التفاهم الصحي:
يساعد التواصل الواضح المرضى على فهم حالتهم الصحية بشكل أفضل، مما يمكنهم من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن رعايتهم. عندما يقدم الأطباء معلومات واضحة ومبسطة، يمكن للمرضى متابعة الإرشادات الطبية بشكل أكثر دقة.
ج. تقليل المخاطر وتحسين سلامة المرضى:
يساهم التواصل الجيد بين المريض والطبيب في تقليل المخاطر المرتبطة بالعلاج الطبي. من خلال توفير المعلومات الكافية والإجابة على أسئلة المرضى، يمكن تجنب العديد من الأخطاء التي قد تحدث نتيجة سوء الفهم أو نقص المعلومات.
د. تعزيز رضا المرضى:
المرضى الذين يشعرون بأنهم مشاركون في عملية اتخاذ القرار بشأن صحتهم يكونون أكثر رضا عن الرعاية التي يتلقونها. التواصل الفعال يعزز من رضا المرضى ويزيد من احتمالية التزامهم بخطط العلاج والعودة للحصول على الرعاية عند الحاجة.
3. استراتيجيات لتعزيز التواصل الفعال:
أ. استخدام التكنولوجيا:
الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة مثل السجلات الصحية الإلكترونية (EHR) وتطبيقات التواصل الداخلية يمكن أن يحسن من تدفق المعلومات بين الفريق الطبي والإداري. كما يمكن استخدام تطبيقات الهواتف الذكية والبريد الإلكتروني لتحسين التواصل بين الأطباء والمرضى.
ب. تدريب الموظفين:
توفير دورات تدريبية للموظفين حول مهارات التواصل الفعّال يمكن أن يعزز من قدرتهم على تبادل المعلومات بشكل واضح ودقيق. التدريب المستمر يساعد في تحسين جودة التفاعل بين جميع الأطراف المعنية.
ج. إنشاء ثقافة تواصل مفتوح:
تشجيع ثقافة تواصل مفتوح وصريح حيث يمكن للجميع التعبير عن آرائهم ومشاركة مخاوفهم يساعد في تحسين جودة الرعاية. يجب أن يشعر جميع الموظفين بالراحة في طرح الأسئلة وتقديم الملاحظات دون خوف من العواقب.
د. تقييم وتحسين عمليات التواصل:
من خلال إجراء تقييمات دورية لفعالية عمليات التواصل الداخلية، يمكن للمستشفيات تحديد المناطق التي تحتاج إلى تحسين واتخاذ إجراءات مناسبة لتعزيز التواصل.
رعاية أفضل
يعتبر التواصل الداخلي الفعال بين الفريق الطبي والإداري، وكذلك بين المريض والطبيب، عاملاً حاسماً في تحسين نوعية الخدمات الصحية وتقليل الأخطاء الطبية وتعزيز سلامة المرضى. من خلال تعزيز التنسيق، وبناء الثقة، وتحسين التفاهم الصحي، يمكن للمستشفيات والمؤسسات الصحية تقديم رعاية أفضل وتحقيق نتائج صحية أفضل.
ولا شك أن استخدام التكنولوجيا، وتدريب الموظفين، وتعزيز ثقافة التواصل المفتوح، وتقييم عمليات التواصل بانتظام، هي استراتيجيات فعالة لتحقيق هذا الهدف.