ترجمة وتحرير
د.بسام درويش
أظهرت دراسة جديدة أن تقليل التعرض للسكر في المراحل المبكرة من الحياة، بدءاً من فترة الحمل، يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم في مرحلة البلوغ، ويؤخر ظهورهما.
أوضحت الدراسة، التي قدمتها الباحثة تاديجا جراسنر، دكتوراه من جامعة جنوب كاليفورنيا، في مؤتمر ObesityWeek ونُشرت في مجلة Science، أن البالغين الذين تعرضوا لتقليل السكر في بريطانيا لمدة لا تقل عن 19 شهراً (بما في ذلك فترة الحمل) تقل لديهم مخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 38% (معامل الخطر 0.62، 95% CI 0.55-0.69) ومخاطر ارتفاع ضغط الدم بنسبة 21% (معامل الخطر 0.79، 95% CI 0.74-0.85) مقارنة بأولئك الذين لم يتعرضوا لمثل هذا التقنين.
وذكر الباحثون أن التعرض للحد من السكر أثناء الحمل وحده ساهم في تقليل حوالي ثلث إجمالي انخفاض خطر السكري وارتفاع ضغط الدم، مقارنةً بالتعرض في فترة الحمل وما بعدها حتى بلوغ الطفل عامه الأول. كما أظهرت النتائج أن البالغين الذين تعرضوا لتقنين السكر قبل الولادة وحتى عيد ميلادهم الأول تأخرت لديهم الإصابة بمرض السكري بمعدل 4 سنوات، وتأخرت الإصابة بارتفاع ضغط الدم بمعدل سنتين.
آراء الخبراء والتوصيات
صرّح الدكتور جون كلارك، كبير مسؤولي صحة السكان في مجموعة Sharp Rees-Stealy الطبية، أن الدراسة تعزز الأدلة على وجود علاقة بين استهلاك السكر وتطور الأمراض المزمنة. وأضاف كلارك، على الرغم من أن الدراسة لا تثبت السببية بشكل قاطع، فإنها تشكل “جزءاً من اللغز” وتحفز مزيدًا من البحث.
توصي الإرشادات الغذائية الحالية بألا يتجاوز السكر 10% من إجمالي السعرات اليومية للبالغين، بينما يُنصح بعدم تقديم السكر للأطفال دون عمر السنتين. وعلى الرغم من هذه التوصيات، تشير الأبحاث إلى أن 70% من النساء الحوامل يستهلكن أكثر من 10% من احتياجاتهن اليومية من السكر، بمتوسط 20 ملعقة صغيرة يومياً، ما يمثل نحو 15% من إجمالي السعرات الحرارية. كما تُقدّر الدراسات أن 61% من الرضع و98% من الأطفال الصغار يستهلكون السكر يومياً، حيث تأتي بعض هذه السكريات من الأطعمة الخاصة بالأطفال، التي تحتوي حوالي 74% منها على نسبة سكر تزيد عن 20% من سعراتها.
أوضحت جراسنر في عرضها، “أن أول 1000 يوم من الحياة تعتبر فترة حرجة للنمو والتطور الأمثل،” وأضافت أن تناول كميات كبيرة من السكر في هذه الفترة يرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم، إضافةً إلى تعزيز التفضيل للطعم الحلو لدى البالغين.
تاريخ تقنين السكر في بريطانيا وتحليل النتائج
استفاد الباحثون من البيانات التاريخية لفترة تقنين السكر بعد الحرب العالمية الثانية في بريطانيا، والتي انتهت في سبتمبر 1953. وتمت مقارنة مسارات الأمراض لدى البالغين الذين وُلدوا قبل انتهاء تقنين السكر أو بعده، مع الحفاظ على العوامل البيئية الأخرى مشابهة بينهم باستثناء التعرض للسكر والحلويات.
خلال فترة 1942-1953، كان متوسط استهلاك السكر حوالي 6.5% من إجمالي السعرات اليومية، وارتفع إلى حوالي 77% بعد انتهاء التقنين. اعتمد الباحثون على بيانات “UK Biobank” التابعة لخدمة الصحة الوطنية في بريطانيا، لمقارنة مخاطر الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم بين البالغين المولودين قبل وبعد فترة تقنين السكر.
تأثير تقنين السكر في تقليل المخاطر
بلغ عدد المشاركين في الدراسة 60,183 شخصاً، منهم 38,155 وُلدوا خلال الألف يوم السابقة لشهر سبتمبر 1953، وتم تصنيفهم كمجموعة خاضعة للتقنين، فيما لم يتعرض الـ22,028 الآخرين لأي تقنين. وقد أظهرت البيانات أن خطر الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم كان أقل بنسبة ملحوظة لدى المشاركين الذين تعرضوا لتقنين السكر في مراحلهم المبكرة.
أشارت الدراسة إلى أن البالغين الذين تعرضوا لتقنين السكر في المرحلة المبكرة من حياتهم كان لديهم خطر أقل بنسبة 16% للإصابة بمرض السكري و6% لارتفاع ضغط الدم مقارنة بغيرهم.
المصدر:
https://www.medpagetoday.com/meetingcoverage/obesityweek/112769?xid=nl_mpt_DHE_2024-11-06&mh=1bffebad579268512063d69f2b9e473f&utm_source=Sailthru&utm_medium=email&utm_campaign=Daily%20Headlines%20Evening%20-%20Randomized%202024-11-06&utm_term=NL_Daily_DHE_dual-gmail-definition