منذ اللحظة الأولى التي أبصرت فيها كيتلين النور، كان والداها، شونا وتيم، يشعران أن هناك شيئًا ما ليس على ما يرام. يتذكر تيم بحزن قائلاً: “من البداية كنا نتوجه إلى مستشفى أكبر لإجراء عملية نقل دم. كنا قد مررنا بولادتين سهلتين نسبيًا من قبل مع أطفالنا الآخرين، لذا أدركنا أن الأمور لا تسير على ما يرام هذه المرة.”
تشرح شونا بتأثر: “وُلدت كيتلين وهي تحمل في كبدها ورمًا خطيرًا. مرت بأسابيع من العمليات الجراحية والإجراءات الطبية، وفي إحدى اللحظات الحرجة توقف قلبها عن العمل. اضطر الأطباء لإعادة إنعاشه، ونجت بأعجوبة من الموت.”
تيم، بعينين دامعتين، يضيف: “لقد كدنا نفقدها مرات عديدة. كنت أذهب إلى المستشفى لرؤيتها، وكانت تضيء الغرفة بابتسامة كبيرة كلما رأتني، كانت هي ملهمتي. لكن عندما توقفت عن الابتسام، أدركت أن المرض قد اشتد عليها وأنها كانت في مرحلة خطيرة للغاية.”
وضعت كيتلين الصغيرة على قائمة انتظار زراعة الكبد وهي لم تكمل بعد خمسة أشهر من عمرها. وفي غضون يومين فقط، تلقوا المكالمة المنتظرة. شاب يُدعى جيف كان قد رحل في حادث مأساوي، وكانت نتائج الفحوصات تؤكد أنها تطابق كيتلين. يقول تيم بتأثر عميق: “إنها لحظة مناقضة جدًا للعواطف؛ نشعر بفرحة عارمة لأن حياتنا قد أُعيدت لنا من جديد، لكن في الوقت ذاته، هناك عائلة أخرى فقدت ابنها وتمر بأسوأ لحظاتها.”
تلقى جسد كيتلين جزءًا من كبد جيف، وبدأت رحلة الشفاء الطويلة. تقول شونا: “لقد كانت رحلة شاقة وصعبة، مليئة بالأمل والخوف.” وعلى الرغم من الألم، تواصلت العائلة مع أسرة جيف، التي أخبرتهم أن حياة كيتلين كانت الشيء الوحيد الذي جعلهم يتقبلون وفاة ابنهم ويجدون بعض المعنى في خسارته.
“كيتلين، متلقية الكبد”
في غرفة كيتلين الصغيرة، توجد صورة لجيف، إلى جانب شمعة تضيء نافذة الغرفة. وعندما يُسألها أحد عن الصورة، تقول بصوت مليء بالامتنان: “هذا جيف. لقد أنقذ حياتي.”
اليوم، كيتلين تعيش حياتها كطفلة عادية مفعمة بالنشاط، تدرس في الصف الأول. هي تحب الغناء والرقص، ولا تمر لحظة دون أن تملأ قلب عائلتها بالفرح. تقول والدتها شونا: “إنها ممتنة لكل لحظة تعيشها.” ويضيف تيم بفخر: “إنها دائمًا سعيدة، ولا شيء يسعدها أكثر من أن تكون محاطة بمن تحب.”
أنقذ حياتي
تحرص العائلة على تذكير كيتلين بفضل جيف، حيث تبقى صورته مضيئة في غرفتها، كتذكار دائم للعطاء الذي منحها فرصة جديدة في الحياة. وعندما تسألها عن تلك الصورة، تجيب بكل بساطة: “هذا جيف. هو الذي أنقذ حياتي.”
العائلة لا تزال تشارك بفعالية في الفعاليات الخاصة بالتبرع وزراعة الأعضاء ،و يقول تيم: “كلنا الآن مسجلون كمتبرعين بالأعضاء. لدي رسالة لكل شخص: إذا كانت لديك الفرصة لتقول ‘نعم’، فلا تتردد. ضع علامة الموافقة في المربع، أخبر عائلتك، لأنك قد تكون الشخص الذي ينقذ حياة أخرى. لديك القدرة على أن تفعل شيئًا عظيمًا.”
في النهاية، كانت كيتلين هبة لا تقدر بثمن لعائلتها، وأيضًا لجيف وعائلته الذين وجدوا في إنقاذها معنى لرحيله.