ترجمة وتحرير: د. بسام درويش

 نخطط للسفر في رحلات خارجية مدفوعة الثمن، ولا نقوم برحلات داخلية مجانية للتعرف على ما نملكه من طاقات خلاقة، يمكنها أن تحدث الفرق الكبير في حياتنا، وتنعكس بشكل إيجابي على صحتنا الجسدية والعقلية والنفسية.

اليقظة الذهنية هي جواز السفر لكي نعبر إلى عالمنا الداخلي، وهي البوابة التي نطل من خلالها على الصحة العقلية أو النفسية.

رحلة اليقظة الذهنية

التأمل الذهني لا يمكن أن يحدث التأثير المطلوب عند القيام به لمرة واحدة، بل حينما تقوم به مرارا وتكرارا. مع استمرارك في القيام بذلك، قد تظهر مجموعة متنوعة من التحديات. وفيما يلي نقدم لكم بعض النصائح للانطلاق في رحلة اليقظة الذهنية، التي تفتح لك الأبواب التي تراها مغلقة.

تبدأ في التأمل لأنك تريد الوصول إلى مكان ما للتحسن، والحصول على بعض الفوائد. و عند وصولك  تصبح موجها نحو السعي بطريقة أفضل، مهووسا بمحاولة الوصول إلى مكان ما ، لاكتساب الخبرات”. ومع ذلك ، فإن التأمل رحلة ممتعة ومفيدة، لا يكتشف مدى أهميتها إلا من يمارسها بشكل يومي كأسلوب حياة.

رؤية أوسع

التأمل يمنحك رؤية مختلفة تساعدك على مواجهة مختلف أنواع التحديات، من خلال الخروج من النمط الخطي للتفكير ، والتحرر من القيود .

الحياة متنوعة وعلينا الموازنة بين مختلف الأشياء:

العمل، الراحة ، الصحة ، المرض ، صداقاتنا ، عائلتنا ، حياتنا العاطفية . وكثيرا ما يتأثر جميع ما سبق لدى تعرضنا لأي هزة بسيطة أو كبيرة، وبمجرد التوتر يضطرب كل شيء، والتأمل يساعدنا على التحكم بمستوى التوتر، والاستفادة من ردود الفعل بالطريقة الإيجابية.

أدلة وبراهين علمية

ووفقاً للأدلة والبراهين تشير الدكتورة باتريشيا روكمان المدير والمؤسس لمركز دراسات اليقظة غير الربحي في  تورنتو في كندا ، إلى أن نسبة كبيرة من مشاكل الصحة العقلية بما في ذلك الاكتئاب والقلق تؤثر على العديد من أفراد المجتمع .

وتشير الأبحاث إلى أن التأثير الإيجابي القوي لليقظة في مجالات معينة من الصحة العقلية ، يتمثل في ما يلي :

الحد من التوتر ، وتنظيم العاطفة والانتباه  ، وتقليل الاجترار واستدعاء شريط الذكريات الماضية السلبية منها خصوصاً ،  والحد من الاكتئاب والقلق الخفيف إلى المتوسط   ، ومنع الانتكاس الاكتئابي.

هناك أيضا بعض الأدلة العلمية على أنه يمكن أن يكون مفيدا للأشخاص الذين يعانون من الإدمان ، وللإقلاع عن التدخين.

المرونة النفسية

عندما تتسبب المعاناة في أن يكون لدى شخص ما “نظرة ثابتة وسلبية عن نفسه … أو ظروفه”، تساعده اليقظة في منحه إمكانية الوصول إلى منظور مختلف، و الانفتاح على الاحتمالات الأخرى، ما يعزز المرونة النفسية و منحه القدرة على التعامل مع الضيق أو التوتر أو المشاعر السلبية بطريقة إيجابية .

لكن اليقظة ليست حلا واحدا يناسب الجميع، كما تقول روكمان:

“أعتقد أنه من المهم حقا معرفة أن اليقظة ليست حلا سحريا”.  “نحن بحاجة إلى التراجع والتمييز بشأن ما هو جيد – أو على الأقل ليس ضارا – وأين نحتاج إلى توخي الحذر.” ولا بد من التقييم، ومن ثم في نهاية المطاف، يتم تزويد الناس بعدد من الخيارات لعلاج حالات الصحة العقلية، أو إدارة الأمراض المزمنة، أو الحد من التوتر وهو في الواقع أفضل دواء.

المصدر:

A User’s Guide to a Journey Called Mindfulness – Mindful