د.بسام درويش
مستشار الإعلام الصحي والتطوير الطبي
توفير فريق عمل متخصص في التثقيف الصحي داخل المستشفى يعد خطوة مهمة لتحسين جودة الرعاية الصحية وزيادة الوعي الصحي لدى المرضى وأسرهم.
وللأسف أقول لدينا العديد من المستشفيات ، التي نصرف على تصميمها وفرشها والاكسسورات التي تزين جدرانها و قاعات الانتظار بها المبالغ الكبيرة ، ونتوقف عن صرف الميزانيات المخصصة لتثقيف المرضى وزوار المرضى ، ونكتفي بمطوعات في معظمها متشابهة ، وتعتمد على القص والنسخ ، وليس على الابتكار وتلبية ما يحتاجه المريض أو الزائر للمستشفى ، وللأسف مرة ثانية أقول ” لا تتوفر في المستشفيات الخاصة فريق عمل متخصص بالتثقيف الصحي ، ومسؤول عن محتوى الموقع الالكتروني ، والمطبوعات ووسائل التواصل الاجتماعي.
إليك بعض النصائح لتكوين فريق عمل فعّال للتثقيف الصحي في المستشفى:
1. تحديد الاحتياجات الصحية
قبل تشكيل الفريق، يجب تحديد احتياجات المرضى الصحية من خلال جمع البيانات وتحليلها. يمكن إجراء استطلاعات للرأي، واستعراض السجلات الطبية، والتشاور مع الأطباء والممرضين لتحديد الأولويات الصحية.
2. توظيف أفراد مؤهلين
توظيف أفراد ذوي كفاءة عالية وخبرة في التثقيف الصحي، مثل الممرضين المتخصصين، أخصائيي التغذية، أخصائيي العلاج الطبيعي، والأطباء المهتمين بالتوعية الصحية. يجب أن يتمتع هؤلاء الأفراد بمهارات التواصل الفعّال والقدرة على شرح المعلومات الصحية بطريقة بسيطة وواضحة.
3. تدريب الفريق
تقديم تدريب مستمر لأعضاء الفريق لتعزيز مهاراتهم ومعرفتهم بأحدث التطورات في المجال الطبي والتثقيف الصحي. يمكن تنظيم ورش عمل، دورات تدريبية، ومؤتمرات لتحسين الكفاءة المهنية للفريق.
4. تطوير مواد تعليمية
إنشاء مواد تعليمية شاملة ومبسطة تغطي مختلف الموضوعات الصحية. يمكن أن تشمل هذه المواد الكتيبات، والنشرات، والمواد التفاعلية عبر الإنترنت، ومقاطع الفيديو التعليمية. يجب أن تكون هذه المواد متاحة بسهولة للمرضى وأسرهم.
فحينما نقول ” تمكين ” هذا يعني توفير المعلومات بطريقة مبسطة قابلة للفهم والتطبيق من قبل الجميع ، ولكل فئة رسالتها الخاصة بطريقة مختلفة عن الأخرى ، إذ لا يمكن أن أصدر نشرة توعوية واحدة للجميع ، فهناك مثلا أشخاص لا يحبون القراءة ، بل يحبون المقاطع الفيديوية .
5. ورش عمل وجلسات توعية
تنظيم ورش عمل وجلسات توعية دورية للمرضى وأسرهم حول المواضيع الصحية المختلفة مثل التغذية السليمة، إدارة الأمراض المزمنة، الوقاية من الأمراض، والعناية بالنظافة الشخصية. ويفضل أن تكون هذه الجلسات تفاعلية لتعزيز مشاركة الحضور.
6. استخدام التكنولوجيا الحديثة
الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لتوفير التثقيف الصحي، مثل استخدام التطبيقات الصحية، المواقع الإلكترونية، والمواد التفاعلية عبر الإنترنت. يمكن أيضاً استخدام الرسائل النصية والبريد الإلكتروني لتقديم النصائح الصحية والتنبيهات المهمة للمرضى.
7. التعاون مع مختلف الجهات
التعاون مع المؤسسات الصحية الأخرى، مثل وزارة الصحة، الجمعيات الخيرية، والمنظمات غير الحكومية، لتوفير موارد إضافية ودعم متكامل للتثقيف الصحي. يمكن أيضاً دعوة الخبراء لإلقاء محاضرات أو تقديم دورات تدريبية.
لنتذكر أن الصحة ليست مسؤولية وزارة الصحة لوحدها ، بل هي مسؤولية الجميع ، فالصحة للجميع ، ومن خلال الجميع.
8. تقييم الأداء
قياس أداء فريق التثقيف الصحي بانتظام من خلال جمع الملاحظات من المرضى وأسرهم وتحليلها. يمكن استخدام استبيانات ومقابلات لتقييم مدى فعالية البرامج التثقيفية وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين.
9. تعزيز التواصل الداخلي
تشجيع التعاون والتواصل الفعّال بين أعضاء فريق التثقيف الصحي والأطباء والممرضين الآخرين لضمان توفير معلومات متسقة ودقيقة للمرضى. يمكن عقد اجتماعات دورية لتبادل المعلومات والخبرات وتنسيق الجهود.
10. تشجيع المبادرات الصحية
تشجيع فريق التثقيف الصحي على ابتكار مبادرات وبرامج جديدة تساهم في تعزيز الوعي الصحي بين المرضى وأسرهم. يمكن تقديم الجوائز والحوافز لتحفيز الإبداع والابتكار في هذا المجال.
بتطبيق هذه النصائح، يمكن تكوين فريق عمل متميز للتثقيف الصحي يساهم في تحسين جودة الرعاية الصحية وزيادة الوعي الصحي لدى المرضى وأسرهم، مما يؤدي إلى نتائج صحية أفضل وتجربة مرضى أكثر إيجابية.