الوقاية من الأوبئة والأمراض المعدية تواجه عدة تحديات رئيسية، تتطلب استراتيجيات متكاملة للتغلب عليها وضمان فعالية الجهود الوقائية. إليك أهم هذه التحديات:
1. نقص الوعي الصحي
– المشكلة: حينما يكون الوعي الصحي بين السكان غير كافٍ يؤدي إلى سلوكيات غير صحية تساهم في انتشار الأمراض ، وهذا ما نلحظه خينما ننظر إلى الأطفال والكبار ومختلف الفئات العمرية في أي مجتمع ، وحينما نتوجه إلى المستشفيات ، والمطاعم ، والمقاهي ، والمدارس ، وغيرها ، ولا يعني هذا أن الأمية الصحية هي السائدة ، بل هناك نقص في مستوى الوعي الصحي .
إذ يفتقر بعض أفراد المجتمع – قد تكون نسبتهم كبيرة – إلى المعرفة الكافية حول كيفية الوقاية من الأمراض أو يقللون من خطورة بعض الممارسات التي قد تعرضهم للعدوى.
– الحل:زيادة التثقيف الصحي من خلال حملات توعية مستمرة وواسعة النطاق تستهدف جميع فئات المجتمع. يجب أن تتناول هذه الحملات أساليب الوقاية الأساسية مثل النظافة الشخصية، التطعيم، وأهمية الفحوصات الدورية. والتوعية هي رحلة وليست محطة زمنية قصيرة تحدد في مناسبة صحية يومية أو أسبوعية أو شهرية ، هي رحلة مستمرة ، لا تتوقف ، مثل الأشجار المعمرة التي نزرعها بذرة أو شتلة ، ونعتني بها في أرض خصبة لتصبح شجرة مثمرة .
2. ضعف البنية التحتية الصحية
– المشكلة:في العديد من البلدان، تعاني البنية التحتية الصحية من ضعف في القدرات الاستيعابية وقلة التجهيزات الطبية اللازمة لمواجهة الأوبئة. نقص الموارد يؤثر سلبًا على القدرة على تقديم الرعاية الصحية بشكل فعال.
– الحل: تعزيز البنية التحتية الصحية من خلال الاستثمار في بناء وتجهيز المستشفيات الضرورية ، بما في ذلك المستشفى المتخصص بالأمراض المعدية فقط والمراكز الصحية المتنوعة التي ترتكز على الرصد والوقاية و تقوم بدور أساسي في تعزيز الصحة، وتوفير الوسائل التوعوية اللازمة ، وزيادة عدد العاملين في القطاع الصحي وتدريبهم بشكل مستمر.
3. التفاوتات الاقتصادية والاجتماعية
– المشكلة: التفاوتات الاقتصادية والاجتماعية تؤدي إلى اختلافات كبيرة في فرص الحصول على الرعاية الصحية بين مختلف فئات المجتمع. يمكن أن يؤثر ذلك سلبًا على فعالية الوقاية، حيث قد تفتقر الفئات المحرومة إلى الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية.
– الحل: تطوير سياسات صحية شاملة تهدف إلى تقليل التفاوتات وضمان الوصول المتساوي إلى الخدمات الصحية للجميع، بغض النظر عن حالتهم الاقتصادية أو الاجتماعية ، وهنا يأتي دور الجمعيات الخيرية والشركات والمؤسسات التي يجب أن تقوم بدور مجتمعي ، وفق استراتيجية متكاملة وبالتعاون مع الجميع ، بما في ذلك مع المؤسسات الصحية الحكومية ، باعتبار أن الصحة للجميع ومن خلال الجميع.
4. التحرك البطيء للسياسات الصحية
– المشكلة: قد تكون الاستجابة الحكومية والسياسات الصحية بطيئة في التعامل مع الأوبئة الناشئة. التأخر في اتخاذ التدابير الوقائية يمكن أن يؤدي إلى تفشي الأمراض على نطاق أوسع.
– الحل:وضع خطط طوارئ صحية جاهزة للتنفيذ الفوري عند ظهور أي تهديد وبائي، مع مرونة لتعديل هذه الخطط بناءً على المستجدات. يتطلب ذلك أيضًا وجود نظام إنذار مبكر فعال لرصد أي علامات على تفشي مرض جديد.
5. مقاومة التغيير والالتزام بالسلوكيات الصحية
– المشكلة: مقاومة الأفراد لتغيير سلوكياتهم الصحية، مثل رفض التطعيم أو عدم الالتزام بالتدابير الوقائية مثل ارتداء الكمامات، يشكل تحديًا كبيرًا في الوقاية من الأمراض.
– الحل: تعزيز الحملات التوعوية التي تركز على أهمية الالتزام بالسلوكيات الصحية، مع تقديم معلومات واضحة ومدعومة علميًا. كما يمكن استخدام الحوافز لتشجيع الناس على تبني السلوكيات الصحية.
6. انتشار المعلومات المضللة
– المشكلة: انتشار المعلومات المضللة حول الوقاية من الأمراض والعلاجات غير المثبتة علميًا يمكن أن يقوض الجهود الوقائية. تؤدي هذه المعلومات إلى انعدام الثقة في التوصيات الصحية وزيادة خطر انتشار الأمراض.
– الحل:مواجهة المعلومات المضللة من خلال نشر المعلومات الصحية الصحيحة عبر قنوات موثوقة، وتشجيع الناس على الاعتماد على المصادر العلمية والرسمية للحصول على المعلومات.
7. التحديات اللوجستية
– المشكلة: توفير اللقاحات، الأدوية، والمستلزمات الطبية بشكل مستدام خلال الأزمات الصحية يمثل تحديًا لوجستيًا كبيرًا، خاصة في المناطق النائية أو التي تعاني من ضعف في البنية التحتية.
وفي هذا المجال لا بد من التذكير بمقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ” لا تشلون همّ ، فالدواء والغذاء خط أحمر في دولة الإمارات العربية المتحدة ” .
– الحل: تحسين سلاسل الإمداد من خلال بناء مخزونات استراتيجية من المواد الطبية، واستخدام التكنولوجيا الحديثة لتتبع وإدارة توزيع الموارد بشكل فعال.
8. التهديدات البيئية وتغير المناخ
– المشكلة: التغيرات البيئية وتغير المناخ يمكن أن يؤدي إلى ظهور أمراض جديدة أو انتشار الأمراض في مناطق جغرافية جديدة. على سبيل المثال، توسع نطاق انتشار الحشرات الناقلة للأمراض مثل البعوض بسبب تغير المناخ.
– الحل:دمج الوقاية الصحية مع السياسات البيئية لمواجهة التأثيرات الصحية لتغير المناخ، من خلال رصد البيئات المتغيرة والاستعداد للتعامل مع الأمراض التي قد تظهر نتيجة لهذه التغيرات.
الوقاية من الأوبئة
تتطلب مواجهة تحديات متعددة تشمل نقص الوعي الصحي، ضعف البنية التحتية، التفاوتات الاقتصادية، والمعلومات المضللة. من خلال تعزيز التوعية، تحسين السياسات الصحية، وتطوير خطط استجابة شاملة، يمكن تقليل هذه التحديات وضمان استعداد أفضل لمواجهة الأزمات الصحية المستقبلية.