عندما يذكر أن شخصاً ما قد تعرض إلى نوبة قلبية ، سرعان ما يتبادر إلى ذهننا الصورة التقليدية التي نراها في الأفلام والمسلسات التلفزيونية ، التي تتجلى في أن الشخص يضع يده على الصدر ، و من ثم يسقط على الأرض فاقداً الوعي.
ولكن في الحياة الحقيقية اليوم، النوبات القلبية قد لا تحدث بهذه الطريقة التقليدية ، إذ أن بعض النوبات قد لا يتم تشخيصها والتعرف إليها إلا في الطوارئ والمستشفيات ، وبعضها الآخر قد تتظاهر على شكل آلام في المنطقة الخلفية التي تتوسط ما بين الكتفين ، ويعتقد الشخص المصاب أو المقربين منه أنه يعاني من ” العصبة أو الوتاب ” كما هو متعارف عليه ،
إلى هذا الحد. بعضها لا تنتج أي أعراض, أو تنتج فقط أعراض خفيفة غير ملحوظة بحيث يخطئ الناس لهم لشيء آخر — حرقة من بوريتو وقت الغداء, التعب, أو إجهاد عضلة الصدر. تقول الدكتورة ميشيل أودونوهيو، وهي باحثة أولى في مجموعة دراسات TIMI، وهي مجموعة بحثية أكاديمية تدرس أمراض القلب والأوعية الدموية في مستشفى بريغهام ومستشفى النساء التابعين لهارفارد: “لا يعرف الحدوث الحقيقي للنوبة القلبية الصامتة، لأنها بحكم تعريفها يمكن أن تحدث دون أن يلاحظها أحد. وتتراوح نسبة حدوثها ما بين 20٪ إلى 60٪ من جميع النوبات القلبية.”
التدخل الباكر
لا يعرف الكثير من الأشخاص أن لديهم نوبة قلبية صامتة إلا بعد التعرض لها ، و التأكد من تشخيصها في المستشفى أو لدى عيادة الطبيب ، من خلال القصة المرضية المفصلة ، والفحص السريري ، و إجراء تخطيط القلب (ECG) أو اختبار الإجهاد حيثي يلاحظ الطبيب العلامات الدالة على النوبة القلبية .
ولسوء الحظ، في حين أن النوبة القلبية قد تمر دون أن يلاحظها أحد، فإن الإصابة التي تسببها قد تؤدي لخطر أكبر للإصابة بقصور القلب أو نوبة قلبية في المستقبل.
لهذا إذا تعرضت لنوبة قلبية صامتة، يجب عليك اتخاذ خطوات للتحكم في عوامل الخطر القلبية الوعائية، مثل ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكوليسترول في الدم أو مرض السكري، والبدانة والتدخين وقلة الحركة ، والتوتر النفسي .
وهذا يتطلب تغيير نمط الحياة والالتزام بإرشادات الطبيب .
التوعية أولاً
رغم أنه من غير الواضح تماماً لماذا تكون النوبة صامتة أو الأعراض خفيفة ، إلا أن الشيء المؤكد أن التسلح بالمعرفة الصحية لكي تصبح الصحة أسلوب حياة ، هو ما يقي من مثل هذه النوبات ، وهذا ما تؤكد عليه الدكتورة أودونوهيو بالقول ” من أجل تحديد النوبات القلبية الصامتة بشكل أفضل، يجب أن يكون هناك المزيد من التثقيف حول الأعراض الأقل شيوعا، والتي غالبا ما تكون مختلفة جداً عن تلك التي يصورها معظم الناس، وأعتقد أن أكبر سوء فهم حول النوبة القلبية هو أن عدم الراحة في الصدر “مؤلم” – في الواقع ، ولكن معظم المرضى يصفون الشعور بعدم الراحة في الصدر بأنها ثقل أو إحساس بالضغط يمكن أن يكون خفيفاً جداً ، وقد تعاني النساء من أعراض غير نمطية ، مثل ضيق في التنفس والغثيان والتعرق والوخز في الذراع الأيسر أو الفك”.
لا تهمل
إذا كنت تعاني من الأعراض السابقة الذكر ، من الأفضل أن يتم فحصها على الفور في عيادة الطبيب للاطمئنان .
الوقاية أولاً
من أجل اتخاذ التدابير الوقائية تذكر أن تسأل الطبيب عن عوامل الخطر النوعية ، وكيفية تفاديها ، وما هي التغييرات التي يجب أن تقوم بها من أجل تفادي الاصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ، ومواعيد الفحوصات الدورية التي يجب أن تقوم بها .
ومن أهم الإرشادات تبني نمط حياة صحي ، و ممارسة الرياضة يومياً والإكثار من الحركة ، ومن تناول الخضار والفواكه والحبوب ، والدهون الصحية ، والتقليل من الدهون المشبعة والنشويات والسكريات . و النوم لساعات كافية أثناء الليل ، وتجنب كل مصادر التوتر والانفعال ، والإقلاع عن التدخين.