Connect with us

المنتدى الصحي

همسات ونبضات

دموع الفرح و أنشودة الحياة

بقلم: د.بسام درويش

مستشار في الإعلام الصحي

بلسم لتعزيز الصحة

أذكر منذ حوالي 25 سنة كيف استطاعت الألعاب النارية أن تضيء سماء دبي بالقرب من الخور ، في مهرجان دبي للتسوق ، وأذكر حينها أن دموع الكثير من الحضور قد سالت فرحاً بالحياة ، وأذكر سؤال أحد كبار المسؤولين في الصحة في المملكة العربية السعودية حينما سألني ” لم الجميع فرح في دبي ” ؟ و كان ذاك منذ عامين تقريباً حينما كانت تتراقص النوافير في بحيرة ” دبي مول” ، وأجبته ” لأنها دبي الصحة والسعادة ” ، وكتبت عن هذا الأمر مقالاً في مجلة ” صحتي ” التي كنت أصدرها لهيئة الصحة بدبي . واليوم نتذكر كيف قام الشيخ محمد بن راشد بمسح الدمعة

التي غمرت الطفلة المغربية مريم أمجون لحظة تتويجها بجائزة “تحدي القراءة العربي”. ونتذكر أيضاً كلمات الشيخ محمد بن زايد رداً على ترديد المقيمين للنشيد الوطني الإماراتي، حينما قال “يا أهلي عندما رأيت ذلك دَمعة عيني نزلت، حفظكم الله وحفظ بلادكم وسنتجاوز المرحلة بإذن الله سالمين غانمين”.

ونتذكر اليوم تغريدات الشيخ محمد بن راشد ، التي تتزامن مع افتتاح الشيخ حمدان بن محمد للمستشفى الميداني في  قلب دبي النابض بالحياة ، في مركز دبي التجاري العالمي، الذي احتضن منذ افتتاحه عام 1979 – من قبل الشيخ راشد بن سعيد ، ليكون أول برج رئيسي شاهق في دبي –  العديد من المعارض  والمؤتمرات ، ونتذكر أيضاً كيف تحولت المنطقة المجاورة لـ “دوار الدفاع ” لأجمل بقعة في العالم ، لترسل دولة الإمارات من خلاله رسائل ذات أبعاد إنسانية في كل المناسبات ،  حيث يتصدرها برج خليفة الذي تم افتتاحه من قبل الشيخ محمد بن راشد – رغم الأزمة المالية 2008 و وباء H1N1 2009  – ليكون رسالة واضحة للعالم أجمع ، وحمل اسماً كبيراً تكريماً للشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة .

واليوم في مثل هذه الأزمة نتذكر وتعود بنا الذاكرة الحية التي لا تموت ، لتؤكد للجميع أن الإمارات أرض الخير ، والفرص و تحدّي التحدّيات ، و هي تعرف برؤية استباقية وبعزيمة المحبّين  والشرفاء  كيف تُنشد أنشودة الحياة  من خلال قادة عرفوا  كيف يقودوا الميدان رغم ” كورونا وأخواتها ” ، ففي الوقت الذي يستمع البعض لسيمفونية الموت كما لو أنه يجلس في قاعة المسرح وحيداً ” في انتظار غودو”  وهي مسرحية لصموئيل بيكيت ، أو يستمع بمشاهدة ” دائرة الطباشير ” إحدى مسرحيات برتولد بريخت الأكثر شهرة. . في الإمارات أفعال تُسابق الأقوال ، وهذا ما يحثّنا على العمل مع بعض من أجل الاستمتاع بأنشودة الحياة التي ستُضفي على حياتنا جميعاً مزيداً من جودة الحياة.

دروساً عديدة تعلمناها من هذه الأرض الطيبة الغنية بثرواتها البشرية والمعرفية قبل المادية ، وأهمها على الإطلاق مقولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيّب الله ثراه _” إن الله منحنا العقل والصحة ويجب أن نُحسن استغلالهما ليرضى الله عنا ويبارك أعمالنا”.

و كما قال الشيخ محمد بن راشد ” الأمم الحية لا تهرب ولا تيأس من التحديات ، ونحن أمة حية لم تيأس في الماضي ولن تيأس في المستقبل ، لا نتأخر في دعم الشقيق و الصديق و المنكوب والمحتاج أينما كان ، تنصر الضعيف وتعلم الصغير وتشد جوع الفقير وتغيث الملهوف و تعالج المريض ، تبني مستشفيات ، وتعمر المدن وتقيم المدارس وتنشر رسالة المحبة ، الإنسان لأخيه الإنسان ، وتحمل لواء العطاء للبشر ، كل البشر ، لا نبتغي بهذه الأعمال مفاخرة أو تباهي بين الناس ، يكفينا رضا الخالق ودعوات المخلوقين”.

اللهم أدم نعمة الأمن والأمان ودوام الصحة والسلام.

Continue Reading

مقالات شائعة