تحتفل البلدان بأنحاء العالم كافّة كل عام باليوم العالمي للمتبرّعين بالدم الموافق ليوم 14 حزيران/ يونيو. وهذه الفعالية السنوية هي بمثابة مناسبة تُزفّ فيها آيات الشكر إلى المتبرّعين طوعاً بالدم من دون مقابل لقاء دمهم الممنوح هديةً لإنقاذ الأرواح، ويُرفع فيها مستوى الوعي بضرورة المواظبة على التبرّع به ضماناً لجودة ما يُوفّر من كمياته ومنتجاته المُتبرّع بها ومستوى توافرها ومأمونيتها لمن تلزمهم من المرضى.
وتساعد عملية نقل الدم ومنتجاته على إنقاذ ملايين الأرواح سنوياً، وبإمكانها أن تطيل أعمار المرضى المصابين بحالات مرضية تهدّد حياتهم وتمتّعهم بنوعية حياة أفضل، وتقدم الدعم لإجراء العمليات الطبية والجراحية المعقّدة. كما تؤدي هذه العملية دوراً أساسياً في إنقاذ أرواح الأمهات والأطفال في إطار رعايتهم، وأثناء الاستجابة الطارئة للكوارث التي هي من صنع الإنسان والكوارث الطبيعية.
وتعدّ خدمات الإمداد بالدم التي تتيح للمرضى سبيل الحصول على الدم ومنتجاته المأمونة بكميات كافية من العناصر الرئيسية لأي نظام صحي فعال، إذ لا يمكن ضمان توفير إمدادات كافية من الدم إلا بفضل عمليات التبرّع به بانتظام من المتبرّعين طوعاً ومن دون مقابل. ولكنّ خدمات الإمداد بالدم الموجودة في بلدان عديدة تواجه تحدّياً في توفير كميات كافية من الدم وضمان جودتها ومأمونيتها في الوقت نفسه.
أرقام وحقائق
تجمّع نسبة 40% من إجمالي 118.5 مليون تبرع بالدم عالميا في البلدان ذات الدخل المرتفع التي تأوي 16% من سكان العالم.
في البلدان المنخفضة الدخل، يتلقى الأطفال دون سن الخامسة عمليات نقل الدم بنسبة تصل إلى 54%؛ في حين تشكل فئة المرضى الذين تفوق أعمارهم 60 عاماً في البلدان المرتفعة الدخل الفئة التي يُنقل إليها الدم في أغلب الأحيان والتي تستأثر بنسبة تصل إلى 76% من جميع عمليات نقل الدم.
استنادًا إلى عينات تتكون من 1000 شخص، يبلغ معدل التبرع بالدم 31.5 تبرعًا في البلدان عالية الدخل، و16.4 تبرعًا في البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة العليا، و6.6 تبرعات في البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا و5 تبرعات في البلدان منخفضة الدخل.
أُبلِغ عن زيادة قدرها 10.7 ملايين تبرع من المتبرعين طوعاً بالدم دون مقابل في الفترة بين 2008 إلى 2018. وفي المجموع، يجمّع 79 بلدا أكثر من 90% من إمداداته من الدم من المتبرعين طوعا دون مقابل؛ وفي المقابل يُجمّع 54 بلدا أكثر من 50% من إمداداته من الدم من الأسر/ البدلاء أو من المتبرعين بالدم لقاء أجر.
يفيد 56 بلدا فقط من أصل 171 بلدا مبلّغا، بأنه يعدّ منتجات طبية مشتقة من البلازما من خلال تجزئة البلازما التي جمّعت في البلد. وأفاد ما مجموعه 91 بلدا أنها تستورد جميع المنتجات الطبية المشتقة من البلازما،
اختلفت كمية البلازما المعدّ لغرض التجزئة لكل 1000 نسمة اختلافاً كبيراً بين البلدان المبلّغة البالغ عددها 45 بلداً، حيث تراوحت من 0.1 إلى 52.6 لترًا، بمتوسط قدره 5.2 لتر.
من يمكنه التبرع بالدم ؟
يمكن لجميع الأشخاص التبرع بالدم في حال تمتعهم بصحة جيدة. وهناك بعض المتطلبات الأساسية التي لا بد من الوفاء بها للتبرع بالدم. ويرد أدناه بعض المبادئ التوجيهية الأساسية لأهلية التبرع بالدم:
السن
يتراوح عمر المتبرع بين 18 و65 سنة.
يسمح التشريع الوطني في بعض البلدان للأشخاص المتراوحة أعمارهم بين 16 و17 سنة بالتبرع بالدم شريطة أن يستوفوا المعايير البدنية والدموية اللازمة وأن يتسنى الحصول على الموافقة المناسبة.
يمكن قبول المتبرعين المنتظمين بالدم البالغة أعمارهم أكثر من 65 سنة في بعض البلدان حسب تقدير الطبيب المسؤول. والسن القصوى للتبرع بالدم في بعض البلدان هي 60 سنة.
الوزن
يبلغ وزن المتبرع 50 كيلوغراماً على الأقل.
ينبغي أن يبلغ وزن المتبرعين بالدم الكامل في بعض البلدان 45 كيلوغراماً على الأقل لكي يتبرعوا بكمية تساوي 350 مليلتراً أي حوالي 10%.
الصحة
يجب على المتبرع التمتع بصحة جيدة عندما يتبرع بالدم.
لا يمكن للفرد التبرع بالدم إذا كان مصاباً بالزكام أو الأنفلونزا أو التهاب الحلق أو هربس الحمى أو وجع البطن أو أي عدوى أخرى.
وإذا أخضع الفرد مؤخراً جسمه لممارسة الوشم أو الثقب، فلا يمكنه أن يتبرع بالدم خلال 6 أشهر اعتباراً من تاريخ خضوعه لهذه الممارسة. أما إذا جرت ممارسة الثقب على يد مهني صحي معتمد وزال أي التهاب زوالاً تاماً، فيمكن للفرد أن يتبرع بالدم بعد 12 ساعة.
وإذا قصد الفرد طبيب الأسنان وخضع لعملية جراحية بسيطة، فعليه أن ينتظر 24 ساعة قبل التبرع بالدم بينما عليه أن ينتظر شهراً واحداً في حال خضوعه لعملية جراحية لا يُستهان بها.
ولا يجب على الفرد التبرع بالدم إن لم يبلغ مستوى الهيموغلوبين الأدنى المطلوب للتبرع بالدم:
يجري فحص مستوى الهيموغلوبين في موقع التبرع بالدم. والحد الأدنى المطلوب لمستوى الهيموغلوبين في عدة بلدان هو 12 غراماً كل ديسيلتر لدى الإناث و13 غراماً كل ديسيلتر لدى الذكور.
السفر
إن السفر إلى مناطق تتوطنها حالات العدوى المنقولة عن طريق البعوض مثل العدوى بالملاريا وحمى الضنك وفيروس زيكا يمكن أن يؤدي إلى وقف التبرع بالدم بصورة مؤقتة.
وقد نفذت عدة بلدان أيضاً السياسة الرامية إلى وقف التبرع بالدم في حالة المتبرعين الذين سبق لهم السفر أو الإقامة لفترات محددة من التعرض التراكمي في بلدان أو مناطق معينة، كتدبير للحد من خطر انتقال العدوى بالشكل المختلف لداء كرويتسفلد- ياكوب عن طريق نقل الدم.
السلوك
لا يجب التبرع بالدم في الحالات التالية:
إذا مارس الفرد علاقات جنسية “تُعرّض للخطر” خلال فترة الاثني عشر شهراً الماضية
يوقف التبرع بالدم بصورة دائمة لدى الأفراد الذين يكون سلوكهم على النحو التالي:
الأفراد الذين حصلوا على نتائج إيجابية في فحص تحري فيروس العوز المناعي البشري (فيروس الإيدز)
الأفراد الذين تعاطوا مخدرات ترفيهية بالحقن.
وهناك المزيد من معايير الأهلية المرتبطة بالسلوك ضمن المبادئ التوجيهية الوطنية لاختيار المتبرعين بالدم. ويمكن أن تختلف المعايير من بلد إلى آخر.
الحمل والرضاعة الطبيعية
ينبغي أن تدوم فترة وقف التبرع بالدم بعد الحمل طوال عدد من الأشهر يساوي عدد أشهر فترة الحمل.
ويوصى بعدم التبرع بالدم أثناء الإرضاع. وتستغرق فترة وقف التبرع بالدم بعد الولادة 9 أشهر على الأقل (مثل فترة الحمل) وحتى 3 أشهر بعد أن يُفطم المولود بشكل ملحوظ (أي عندما يعتمد في تغذيته على الأغذية الصلبة أو التغذية بالزجاجات أساساً).