الجديد في تشخيص وتقييم فعالية علاج سرطان المستقيم

ترجمة وتحرير : د.بسام درويش

يُعد التشخيص الدقيق لسرطان المستقيم قبل الجراحة أمرًا أساسيًا في تحديد العلاج الأمثل، ويعتبر التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) الطريقة المفضلة في هذا المجال. بالإضافة إلى تحديد مراحل الورم والغدد الليمفاوية بدقة، يتيح الرنين المغناطيسي تقييم عوامل أخرى تتعلق بتوقعات تطور المرض، مثل عمق غزو الورم في العضلات، غزو الأوعية الدموية خارج الجدار العضلي، والمسافة إلى هوامش الاستئصال الدائري (CRM).

 أهم التطورات في تشخيص سرطان المستقيم باستخدام الرنين المغناطيسي

1. تصنيف الورم والغدد الليمفاوية(T- N) :

   – يساهم الرنين المغناطيسي بشكل أساسي في تحديد مرحلة الورم (T) والتأكد مما إذا كان الورم قد اخترق جدار المستقيم أو غزا الهياكل المحيطة. كما يتيح تقييم حجم الورم وعدد الغدد الليمفاوية المصابة (N)، مما يساعد على تحديد المرحلة الدقيقة لسرطان المستقيم. أظهرت الدراسات أن التصوير بالرنين المغناطيسي عالي الدقة يحقق دقة تتجاوز 85% في تشخيص مرحلة الورم .T

2. غزو الأوعية الدموية خارج الجدار (EMVI) وهوامش الاستئصال الدائري : (CRM)

   – يعتبر تقييم غزو الأوعية الدموية خارج الجدار (EMVI) عبر الرنين المغناطيسي مؤشرًا مهمًا على احتمالية حدوث انتقالات بعيدة، ويعد عاملًا رئيسيًا في تحديد توقعات المرض. تتمتع دقة التصوير بالرنين المغناطيسي في اكتشاف EMVI بنسبة تصل إلى 94.%

   – يعد تقييم هوامش الاستئصال الدائري (CRM) أيضًا خطوة أساسية لتحديد إمكانية إزالة الورم بالكامل دون ترك أي خلايا سرطانية. إذا كانت المسافة بين الورم والهوامش أقل من 1 ملم، فإن خطر عودة الورم محليًا يرتفع.

3. تقييم الاستجابة للعلاج الكيميائي الإشعاعي المساعد : (nCRT)

   – يُعد الرنين المغناطيسي أيضًا أداة حيوية في تقييم استجابة الورم للعلاج الكيميائي الإشعاعي المساعد (nCRT)، الذي يعتبر العلاج القياسي لسرطان المستقيم المتقدم محليًا. يمكن للرنين المغناطيسي أن يتنبأ بدرجة تراجع الورم ويقيّم حجم التليف. تُستخدم التقنيات الوظيفية مثل التصوير بالرنين المغناطيسي المنتشر (DWI) والرنين المغناطيسي المعزز بالتباين الديناميكي (DCE-MRI) لتقديم تقييم موضوعي لفعالية العلاج وتوقع الاستجابة الكاملة للورم.

 التحديات والتوجهات المستقبلية

على الرغم من فعالية الرنين المغناطيسي في تشخيص سرطان المستقيم وتقييم الاستجابة للعلاج، توجد تحديات تتعلق بتمييز الأنسجة الليفية المتبقية من الورم بعد العلاج. يشهد المجال تقدمًا في استخدام التحليلات الشعاعية (Radiomics) والنماذج المعتمدة على الذكاء الاصطناعي لتحسين دقة التشخيص.

باختصار، يظل الرنين المغناطيسي الأداة الأساسية لتشخيص سرطان المستقيم وتقييم فعالية العلاج. ومع استمرار التطورات التكنولوجية في التصوير وتحليل البيانات، سيزداد دوره في تعزيز دقة التشخيص وتحسين نتائج العلاج.

يمكن الاطلاع على المزيد من المعلومات من خلال المقال المنشور في مجلة الطب الرقمي لشهر سبتمبر 2024، والذي شارك في تأليفه “شو أيلي” و”شو ويزي” و”هي بوشنغ”.

المصدر:

https://journals.lww.com/dm/fulltext/2024/09000/recent_advances_in_the_diagnosis_of_rectal_cancer.6.aspx#JCL-P-3