Connect with us

الواحة الطبية

بين الأمل والخوف ولدت ” الشابة أمريكا ” من جديد

قصص ملهمة .. للتبرع بالأعضاء

ترجمة وتحرير : د.بسام درويش

في مطبخ صغير مليء برائحة التورتيلا والصلصة الطازجة، كانت أمريكا تقف بجانب والدتها، تتابع بدقة خطواتها في إعداد الوجبات التي طالما جمعت العائلة حول مائدة واحدة. في الجزء الأمامي من المطعم، كان والد أمريكا وشقيقها الأصغر يتناولان وجبة سريعة قبل بدء ازدحام العشاء. في تلك اللحظات العائلية الدافئة، كان الحديث عن المستقبل يملأ الأجواء، حيث تنتظر العائلة بفارغ الصبر وصول الطفل الأول لأخت أمريكا الكبرى، وأمريكا على وشك إنهاء فصلها الدراسي الأخير والحصول على شهادة في إدارة الأعمال.

ولكن، قبل بضع سنوات فقط، كانت هذه اللحظات المستقرة مجرد حلم بعيد المنال. أمريكا، التي أجريت لها أول عملية زرع كلية عندما كانت في الثالثة عشرة، واجهت فشلاً تدريجيًا في تلك الكلية، وأصبح المرض يهدد حياتها. الأم والأب، اللذان كانا في بداية طريق تحقيق حلمهما في فتح مطعم العائلة، كانا يحملان عبء الخوف على حياة ابنتهما في صمت عميق.

تقول أمريكا: “لقد كانا قلقين جدًا عليّ. لم يظهرا مخاوفهما بشأن العمل، لكني كنت أرى القلق في عيونهما، وكنت عاجزة عن مساعدتهما، مما زاد من ثقل الأيام علينا جميعًا.”

قائمة الانتظار الطويلة

بعد أربع سنوات من الانتظار الطويل على قائمة المتبرعين، كانت الأسرة تعيش بين الأمل والخوف. بينما كانوا يتوجهون إلى المركز الطبي لإجراء فحص روتيني، كانوا يناقشون احتمالات الدخول في غسيل الكلى مرة أخرى، وتداعيات الأمر إذا لم تحصل أمريكا على كلية جديدة في الوقت المناسب. أثناء وجودهم في المركز، رن هاتف أمريكا، وبتلك الرنة الصغيرة تبدد الخوف ليحل محله الأمل؛ كانت الكلية المتبرع بها متاحة، وأمامهم الفرصة لإنقاذ حياتها.

“ذهبنا لإجراء فحص وعدنا إلى المنزل مع كلية جديدة. كان ذلك معجزة حقيقية”، تقول لوز، والدة أمريكا، وهي تستذكر تلك اللحظات بشغف.

أمريكا.. ابتسامة ولدت من جديد.

نعمة الحياة

بفضل المتبرعين الكرماء، استطاعت أمريكا أن تستعيد حياتها، لتصبح قادرة على مشاركة حبها وتفانيها مع عائلتها من جديد. في كل مرة تقف فيها في مطبخ المطعم، تستشعر نعمة الحياة التي أُعيدت لها. اليوم، تسعى لإنهاء دراستها الجامعية وتطبيق ما تعلمته في مساعدة عائلتها على تطوير أعمالهم. زبائنها المعتادون، مجتمعها ، وكل من يعرفها يحتفل بعودتها، وهي عودة لا تعبر عن شفاء الجسد فقط، بل شفاء الروح.

رمز الأمل

أمريكا، التي تتحدث لغتين، أصبحت رمزًا للأمل لمن هم على قوائم الانتظار، تحكي عن تجربتها بفخر: “أشعر بالشرف أن أشارك قصتي. ربما أستطيع أن أخفف قليلاً من العبء الثقيل الذي يحمله الآخرون في قلوبهم أثناء انتظارهم.”

بادر بالرغبة في التبرع

أما عائلة أمريكا، فلم تتوقف عن الحديث حول أهمية التبرع بالأعضاء. يقول والدها ألفونسو: “من المهم أن يعرف الجميع مدى أهمية التبرع بالأعضاء والتسجيل كمتبرعين. الكثيرون لا يدركون ذلك. أنا شخصيًا سجلت كمتبرع منذ أن حصلت على رخصة القيادة، وأدعو الجميع لأن يقدموا يد العون ويساهموا في إنقاذ الأرواح.”

تختتم أمريكا حديثها بابتسامة مفعمة بالحياة:

“هذه الكلية ليست مجرد عضو؛ إنها هدية مليئة بالعديد من الهدايا. أجمل هدية بينها هي أنني أستطيع أن أستمر في مشاركة حب عائلتي ليوم جديد.”

المصدر:

https://www.organdonor.gov/learn/life-stories/saving-young-woman-named-america

Continue Reading

مقالات شائعة