اعتلال الشبكية السكري يمكن علاجه والوقاية منه

بقلم : لويزا إم. ساستري

اختصاصية طب العيون والشبكية

 مستشفى مورفيلدز دبي للعيون

تثير التقلبات المفاجئة في البصر  مثل عدم وضوح الرؤية، والرؤية المزدوجة، وظهور الأجسام السابحة في العين القلق لدى البعض ، ومع أن هذه الأعراض قد تكون عرضية إلا أنها قد تشير لحالات مرضية يجب ألا نهملها . ومن بينها نذكر اعتلال الشبكية السكري، الذي يعد أحد الأسباب الرئيسية للعمى الذي يمكن الوقاية منه في العالم.

والسكري من الأمراض الشائعة في دولة الإمارات العربية المتحدة وفي دول المنطقة ، والمشكلة تكمن في أن هناك أشخاص مصابين بالسكري وهم لا يدرون بذلك ، وهذا يساهم في تطور المرض وحدوث التأثيرات والمضاعفات مثل التي تصيب العين ، ومنها اعتلال الشبكية السكري.

وبسبب السكري المهمل أو غير المشخص تحدث تغيرات في الأوعية الدموية والأعصاب  ، ويؤدي ضعف الأوعية الدموية في العين إلى نمو الأوعية الدموية الضعيفة الجديدة وتسرب السوائل إلى شبكية العين، الأمر الذي يؤدي تاليًا إلى تطور المرض. ولهذه الأسباب، يصاب جميع مرضى السكري من النوع 1 تقريبًا، وثلثي مرضى السكري من النوع 2 باعتلال الشبكية السكري خلال 20 سنة من التشخيص. 

المظاهر السريرية

قد لا تظهرعلى المرضي أي مظاهر باكرة ، إلا بعد تطور الإصابة و حدوث المضاعفات التي تكتشف صدفة أو لدى مراجعة الطبيب ، ومن المظاهر السريرية التي تحدث عادة نذكر :

• ​ تشوش أو ضبابية الرؤية.
• انعدام الرؤية المركزية عند القراءة أو أثناء قيادة السيارة.
• فقدان القدرة على رؤية الألوان.
•  أجسام عائمة تظهر في مجال الرؤية ، وهي  أجسام صغيرة ذات أشكال وأحجام متفاوتة تطفو بين حين لآخر أمام أعينهم. وهي ألياف صغيرة في جسم العين الزجاجي. ومن الشائع جدًا رؤية هذه الأجسام من وقت لآخر، كما أنها غالبًا ما تظهر لدى الأشخاص الذين يعانون من قصر النظر.

ولأن اعتلال شبكية العين يتقدم بمرور الوقت، فمن الضروري إجراء فحص للعينين مرةً واحدة كل عام، أو أكثر من ذلك في حال كان المريض يعاني من اعتلال شبكية العين الشديد. وعلى المريض الاتصال بالطبيب على الفور في حال ظهور أي من الأعراض المذكورة أعلاه.

يمكن أن يكون اعتلال الشبكية السكري قابلاً للعكس فقط خلال المراحل الأولى من المرض إذا تمت السيطرة على مرض السكري بشكل جيد. أما في المراحل المتقدمة من المرض، فلا يمكن علاج اعتلال الشبكية السكري. لذلك، فإن الكشف والعلاج المبكرين يؤديان دورًا مهمًا في تطور المرض.

خيارات العلاج

يمكن لمجموعة من الإجراءات أن تساهم بالسيطرة على المرض وتخفيفه ومنع حدوث المضاعفات أو الحدّ منها . وتشمل هذه الخيارات :

• الحقن داخل العين، إذ تساهم الأدوية المضادة لتشكل الأوعية الدموية الجديدة في التقليل من تكون الأوعية الجديدة كما أنها تمنع التسريب من الأوعية الضعيفة، الأمر الذي يساعد على إبقاء اللطخة أي مركز الشبكية جافة. وتساعد الستيرويدات داخل الجسم على تقليل التورم في اللطخة.
• التخثر الضوئي وهو علاج تقليدي بالليزر المحيطي، إذيساهم في أكسجة الشبكية، فيقلل بذلك من تحفيز نمو الأوعية الجديدة في الشبكية والقزحية.
• الجراحة تكون حتمية في  اعتلال الشبكية التكاثري أو النزف داخل العين. حيث يزيل الطبيب الجراح النزيف والأنسجة الليفية التي تتكاثر بين الشبكية والجسم الزجاجي مسببة النزيف الزجاجي وانفصال الشبكية.